اتفاق الصخيرات.. سلم تصلق عليه الإخوان للسيطرة على ليبيا

0
461
اتفاق الصخيرات

تحل علينا اليوم الذكري الثامنة من اتفاق الصخيرات، ذلك الاتفاق الذي كانت أهدافه المُعلنة نبيلة، تدعو إلى تغيير أوضاع ليبيا إلى الأفضل، بينما في باطنه، كان كالعسل المسموم، يحمل المنايا للشعب الليبي، ويسير بالأوضاع من سيء إلى أسوأ، لتصل إلى ما نحن عليه الآن.

اتفاق الصخيرات، السبب في إقامته، والذي تم إعلانه للشعب الليبي والرأي العام الدولي، الذي كان ينظر إلى ليبيا على أنها أرض دمرها الانقسام والانفلات الأمني، إنهاء الانقسام، والتصدي للعنف والفوضى التي عملت البلاد، ومواجهة الميليشيات المتشددة، التي سيطرت على مساحات كبيرة ومدن ليبية عدة في ذلك الوقت.

اتفاق الصخيرات، الذي تبنى دعم الحل السياسي، والدفع بالبلاد نحو إجراء الانتخابات، أسفر عن حكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج ، فظر الإخوان في المشهد، بل وتصدروه، بعد أن أزاحهم الشعب بصندوق الانتخابات، فسيطرت تلك الحكومة على غرب البلاد، كان وقع هذا ثقيلا على الأوضاع في ليبيا.

سيطرت حكومة الوفاق بدعم من جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة، على مجريات الأمور لمدة 5 سنوات، فأصبحت الكلمة الأولى والسيطرة للمتطرفين والجماعات المسلحة والمرتزقة القادمين من سوريا والمناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.

خلال تلك الفترة، وبفضل هذه الحكومة التي جاء بها اتفاق الصخيرات، تدنت الخدمات المقدمة للمواطنين، بل وانعدمت في بعض الأوقاع، ومع ضعف النظام الأمني وانتشار الميليشيات المسلحة، تعرضت ثروات البلاد إلى النهب من العصابات، وزادت تجارة البشر والتهريب، بل أن بعض المهربين تولوا مناصب قيادية في المنظومة الأمنية، خاصة في غرب البلاد، ومناطق سيطرة الوفاق.

اتفاق الصخيرات تضمن العديد من البنود، أهمها تلك التي توضح شكل وطبيعة المهام المرتبطة بحكومة الوفاق، وهي ذات البنود التي تثبت أن حكومة السراج فقدت شرعيتها بالفعل.

ومن بين هذه البنود، البند الذي ينص على أن مدة ولاية الحكومة عام واحد فقط، وفي حال عدم الانتهاء من إصدار الدستور خلال ولايتها يتم تجديد تلك الولاية تلقائيا لعام إضافي، وهو ما لم يتحقق على الأرض.

وسمحت حكومة الوفاق بتعريض ثروات ليبيا إلى النهب من قبل الغزاة الجدد، عن طريق إبرام اتفاقيات مع دول أخرى، وأهمها مذكرتي التفاهم اللتين أبرمتها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دون العودة إلى البرلمان الليبي مصدر التشريع الممثل للشعب.

ونجحت جماعة الإخوان المسلمين في تمرير مصالحها عن طريق اتفاق الصخيرات، وهو أمر اعترف به رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين محمد صوان، في ذلك الوقت.

وأكد رئيس حزب العدالة والبناء، على توريط الشعب الليبي في اتفاق الصخيرات، وأن جماعة الإخوان، تسعى جاهدة لاستنساخ نفس التجربة حالياً، ورفضه للانتخابات لمعرفة الجماعة التامة بخسارتها.

ولفت إلى أن هدف عملية فجر ليبيا واتفاق الصخيرات كان انتزاع الشرعية من الحكومة الليبية والبرلمان المنتخب ديمقراطياً سنة 2014، ودعمه لتلك الحرب التي أحرقت مطار طرابلس ووقوفه على كل تفاصيلها.

وقال محمد صوان إن جماعة الإخوان ورطت الليبيين في مشروع الصخيرات، وأنها ماضية في استنساخ التجربة نفسها الآن، وأن الجماعة ترفض الانتخابات وتشكك في جدواها مسبقاً، كون كل الاستطلاعات تشير لاستحالة فوزهم ديمقراطياً في أي انتخابات.