أطباء بلا حدود ترصد اعتداءات جنسية وقتل في مراكز احتجاز المهاجرين غرب ليبيا

0
737

دانت منظمة أطباء بلا حدود، ظروف الاحتجاز المروعة التي يتعرض لها المهاجرون غير النظاميين في مراكز احتجاز غرب ليبيا، وتحديداً مركزي أبوسليم وعين زارة في العاصمة طرابلس.

وقالت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء: “يتعرض اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون داخل مراكز الاحتجاز في طرابلس إلى الانتهاكات الجنسية والضرب والقتل، والحرمان بشكل منهجي من أبسط الظروف الإنسانية، بما في ذلك الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الطبية”.

ودعت المنظمة إلى إنهاء فوري للاحتجاز القسري للمهاجرين غير النظاميين في ليبيا، وإطلاق جميع المهاجرين واللاجئين من مراكز الاحتجاز حول البلاد، وتوفير الحماية والملاذ الآمن لهم، وكذلك توفير ممرات قانونية تمكِّنهم من الخروج من ليبيا.

ووثقت الظروف المعيشية والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون داخل مركزي احتجاز أبوسليم وعين زارة خلال العام 2023، حيث يستمر احتجاز آلاف من المهاجرين، بينهم نساء وأطفال، بشكل قسري.

وقالت رئيسة بعثة المنظمة في ليبيا، فيديريكا فرانكو: “ما زلنا نشعر بالرعب مما رأيناه في مراكز احتجاز أبوسليم وعين زارة. يُجرد الناس من إنسانيتهم تمامًا، ويتعرضون كل يوم لظروف ومعاملة قاسية ومهينة”.

ووثقت الفرق التابعة للمنظمة استخدام الحراس العنف الجماعي والعشوائي في مركزي أبوسليم وعين زارة، غالبًا كعقاب على عصيان الأوامر، أو طلب الرعاية الطبية، أو طلب طعام إضافي، أو انتقامًا من الاحتجاجات أو محاولات الهروب.

ونقلت المنظمة تصريحات عن نساء عن كيفية تعرضهن للتفتيش بالتجريد من الملابس، والتفتيش الجسدي، والضرب، والاعتداء الجنسي، والاغتصاب، من قبل الحراس ومسلحين.

تقول إحدى السيدات المحتجزات في أبوسليم: “في تلك الليلة، أخذتنا حارسة إلى غرفة أخرى في السجن، حيث كان هناك رجال دون زي رسمي، لكن ربما كانوا حراسًا أو رجال شرطة، حيث جرى الاعتداء علينا، حينها قد بدأت بالصراخ. أخرجتني وضربتني بأنبوب، وأعادتني إلى الغرفة الكبيرة مع النساء الأخريات. وهناك قالت لي: سوف تموتين هنا”.

وكشفت المنظمة عن طريق محتجزين في مركز عين زارة، عن انتهاكات من العمل القسري والاستغلال وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، ووفاة خمس أشخاص على الأقل بسبب العنف، وغياب الوصول إلى الرعاية الصحية.

ووثقت فرق المنظمة 71 من أعمال العنف بين شهري يناير ويوليو العام 2023، حيث عالج الأطباء إصابات شملت كسور عظام وجروحًا على الأذرع والأقدام وكدمات بالعين وإصابات أثرت على الرؤية.

وأضافت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود: “يوضع مئات الأشخاص في زنزانات مكتظة للغاية لدرجة أنهم يضطرون إلى النوم في وضع الجلوس، مع تسرب مياه الصرف الصحي من خزانات الصرف الصحي الفائضة والمراحيض المسدودة.. ليس هناك ما يكفي من الطعام، ولا يوجد سوى القليل من الماء للشرب أو الاغتسال. وقد أسهم ذلك، إلى جانب الظروف السيئة، في انتشار الأمراض المعدية مثل الإسهال المائي الحاد والجرب والجدري المائي”.

وتحدثت المنظمة عن مصادرة حراس مركزي أبوسليم وعين زارة بشكل منتظم لمواد الإغاثة الأساسية مثل الملابس والفرشات ومستلزمات النظافة والبطانيات والحفاضات وحليب الأطفال.