تبادل المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، وبعض المسؤولين الليبيين، الاتهامات بالتسبب في تعطيل إجراء الانتخابات في البلاد.
وقال عبد الله باتيلي، في تصريحات صحفية إلى مجلة «جون أفريك» الفرنسية إن القادة الليبيين لا يريدون حلاً لأزمة بلادهم واتهمهم بعدم الرغبة في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المؤجلة.
ورأى باتيلي، أن التدخلات الخارجية في ليبيا أمر واقع بطبيعة الحال، مشيراً إلى أن حجة التدخل الخارجي وسيلة مناسبة للمسؤولين الليبيين لإخفاء إخفاقاتهم.
وذكر المبعوث الأممي أن المشكلة هي أن معظم القادة لا يريدون الانتخابات وعودة الاستقرار، ما يهمهم هو المكاسب غير المتوقعة من النفط، والاستمرار في ضمان الوصول إلى جزء من هذا المورد.
وأكد باتيلي، على الحاجة لإجراء انتخابات في ليبيا لتعيين سلطة موحدة، ورئيس، وبرلمان يتم تجديد ولايته، مشيراً إلى أنه من دون ذلك فإن البلاد سوف تتجه نحو مزيد من التشرذم.
وكان المبعوث الأممي دعا الأسبوع الماضي الأطراف السياسية في ليبيا إلى اجتماع موسع في لبحث العراقيل التي تعطل إجراء انتخابات في البلاد.
ودعا المبعوث الأممي مجلس النواب ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة والقيادة العامة للجيش الوطني الليبي لإرسال ممثلين لهم لحضور الاجتماع.
ولم يدعو المبعوث الأممي الحكومة الليبية المكلفة برئاسة أسامة حماد، للاجتماع وهو ما قابله مجلس النواب بالرفض وأعلن عدم مشاركته في الاجتماع.
كما أكد مصدر رفيع المستوى من القيادة العامة للجيش الوطني الليبي عدم المشاركة في حوار باتيلي، ما لم تدعى إليه الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد.
وأشار المصدر إلى أن آخر لقاء للمبعوث الأممي في بنغازي تم إبلاغه بموقف القيادة العامة، وبدوره أخبر بقبوله إضافة ممثلين عن الحكومة الليبية المكلفة، وبما أن المبعوث الأممي لم يلتزم بما قاله في الاجتماع فلن تشارك القيادة العامة في هذه الدعوة.
كما استنكرت الحكومة الليبية المكلفة برئاسة أسامة حماد، دعوة المبعوث الأممي للاجتماع وإشراك كيانات منبثقة عن اتفاقات سابقة كالمجلس الرئاسي وحكومة الوحدة والتي وانتهت مدتها وولايتها ولا تمثل أياً من أطياف الشعب الليبي ولم تنتخب يوماً منه ولم تنبثق من كياناته الشرعية المنتخبة، في حين يتم إقصاء حكومة معينة من مجلس النواب المنتخب وتعمل وتبسط نفوذها في أغلب أرجاء الوطن.
وأهابت الحكومة الليبية المكلفة في بيان بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن يضع البعثة والمبعوث الخاص في ميزان البحث والتقصي، والذي ثبت بما لا يدعو للشك أنه لا يصلح لإدارة الأزمة الليبية كونه منحازاً لطرف دون آخر ويرسخ الانقسام والتشظي بين الليبيين.
ويرى مراقبون أن البعثة الأممية في ليبيا فشلت على مدار العقد الماضي في إيجاد حل للأزمة الليبية على الرغم من تغير رؤساء البعثة طوال تلك الفترة.
ويؤكد المراقبون أن حل الأزمة الليبية لابد من أن ينبع من الليبيين أنفسهم ولا يفرض عليهم من جهة خارجية لضمان قبول كل الأطراف به والالتزام بتنفيذه.
ويقول عضو مجلس الدولة الاستشاري أحمد بوبريق، إن مبادرة باتيلي الأخيرة غير جدية، ولن تقدم شيئاً إلا إضاعة الوقت، ويعتقد أن الهدف الرئيسي للمبادرة هو استمرار حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة في السلطة.
وأشار بوبريق، إلى أن المشاورات التي سيقوم بها باتيلي لن تصل إلى أي نتيجة، وسيبقى الوضع كما هو عليه من انقسام وعدم استقرار، مؤكداً أن لو كانت البعثة الأممية جادة في حل الأزمة فالأولى بها دعم جهود المجلسين وخارطة الطريق المتفق عليها.
ورجح رئيس تجمع تكنوقراط ليبيا أشرف بلها، فشل الحوار الذي دعا له المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، وقال في تصريح صحفي: “تم توجيه الدعوة إلى الأطراف الليبية الخمسة التي تعد سبب الانسداد السياسي والأمني دون تقديم مقترحات أو أرضية مشتركة يمكن البناء عليها”.
وأضاف رئيس تجمع تكنوقراط ليبيا أن “الخلاف في المواقف بين الأطراف الخمسة سوف ينتقل إلى طاولة الحوار بينها، ولا نتوقع تحقيق تقدم”، متابعاً: “في النهاية سوف تلجأ البعثة الأممية إلى لجنة توجيهية رفيعة المستوى، ونأمل اختيارها من خارج الأطراف الخمسة، لضمان حيادها ولو نسبيا”.