باتيلي يخرج عن صمته.. هل تدعم الأمم المتحدة إجراءات مجلس النواب الليبي؟

0
5313
عبد الله باتيلي

خرج المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، عن صمته، تجاه إعلان مجلس النواب الليبي عن إصدار قوانين انتخاب الرئيس ومجلس الأمة، بعد اتهامه بالتجاهل لأحد أهم الخطوات لإجراء الانتخابات الليبية.

ووجه باتيلي، خطاب لرئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، أكد فيه أنه في وضع لا يمكنه من التعليق على قوانين الانتخابات بسبب عدم حصوله على نسخة رسمية منها، معبراً عن تطلعه إلى تلقى النسخة الرسمية من القوانين الانتخابية المنقحة كما أحالتها لجنة 6+6 إلى مجلس النواب في أقرب الآجال.

وأكد المبعوث الأممي في خطابه أن العملية الانتخابية تشكل جوهر ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، مشيراً إلى أنها ينبغي أن تستند إلى قوانين انتخابية قابلة للتنفيذ.

ولفت إلى أن الأمر اليوم بات ملحاً للغاية، وأكثر من أي وقت مضى بأن يتكاتف القادة الليبيون من أجل التوصل إلى تسويات سياسية بشأن القضايا الانتخابية وغيرها من القضايا الآنية والاتفاق على خارطة طريق قابلة للتطبيق لتعزيز وحدة ليبيا وسيادتها وازدهارها وبالتالي الاستجابة للدعوات المشروعة للشعب الليبي.

وبعد خطاب باتيلي، بساعات أعلن المتحدث باسم مجلس النواب الليبي عبد الله بليحق، مساء أمس الخميس، تسليم نسخة من قوانين انتخاب الرئيس ومجلس الأمة إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي.

وكان مجلس النواب الليبي أصدر في جلسته الرسمية التي عقدت الاثنين الماضي قوانين انتخاب الرئيس ومجلس الأمة التي كانت أنجزتها لجنة 6+6 بعد موافقة أعضائه بالإجماع عليها.

كما وجه رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أمس الأول الأربعاء، بتسليم القوانين إلى المفوضية العليا للانتخابات بعد أن وقعها وتم اعتمادها من أعضاء المجلس.

ووجهت انتقادات للمبعوث الأممي من السياسيين في ليبيا، بسبب تجاهله لإعلان مجلس النواب إصدار قوانين الانتخابات، وهو ما دفع رئيس مجلس النواب الليبي إلى تخطيه ومخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة مباشرة لإبلاغه بوفاء المجلس بالتزاماته تجاه الانتخابات.

من جهة أخرى كشف مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية وسفيرها لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، عن تحضيرات يقوم بها المبعوث الأممي عبد الله باتيلي لجمع الأطراف السياسية في ليبيا بهدف الاتفاق على خارطة طريق وسبل إجراء الانتخابات.

جاء هذا خلال تصريحات صحفية أدلى بها المبعوث الأمريكي أمس الخميس، والتي دعا فيها المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة والبرلمان ومجلس الدولة إرسال موفدين للمشاركة في المناقشات التي يقوم باتيلي بالترتيب لها.

وجدد نورلاند، الدعوة إلى ضرورة تشكيل حكومة موحدة تكنوقراط، مشيراً إلى إن العملية السياسية في ليبيا يجب أن تتقدم، وأن الأرضية جاهزة لإجراء الانتخابات ما يحتم الاتفاق على تشكيل حكومة تضمن أن تجرى الانتخابات تحت إشرافها.

ويرى بعض مراقبون أن خطاب باتيلي، لعقيلة صالح، ربنا يكون بداية لمواقف داعمة ستتخذها البعثة الأممية لإجراءات مجلس النواب، ما سيوفر لها دعم دولي ويجعلها قابلة بشكل أكبر للتنفيذ.

كما يرى المراقبون أن دعم البعثة الأممية لإجراءات مجلس النواب سيكون لها تأثير إيجابي داخل ليبيا أيضاً، لا سيما بعد إعلان مجلس الدولة أمس الأول الأربعاء وبشكل مفاجئ معارضته لإصدار مجلس النواب قوانين وحل فريقه الممثل له بلجنة (6+6).

فيما يرى البعض الآخر، أن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، ربما يتجه لإطلاق لجنة، أو ملتقى حوار سياسي جديد، يتم عبره تهميش دور مجلسي النواب والدولة في ما يتعلق بوضع تلك التشريعات في ظل استمرار خلافاتهم.

كما من الممكن أن يتجه إلى تشكيل سلطة تنفيذية جديدة كما حدث في ملتقى الحوار السياسي عام 2021 لحل مشكلة توحيد الحكومة، لكن هذه الخطوة ستؤدي بطبيعة الحال إلى ترحيل موعد الانتخابات لعدة شهور وربما تجرى في نهاية عام 2024.