مجهودات كبيرة، داخليا وخارجيا، تبذل لتقديم يد العون للشعب الليبي، وتحديدا لسكان المناطق المنكوبة، والتي ضربها إعصار دانيال، وتسبب في فضيانات تسبب في أضرار بالغة، وحصدت آلاف الأرواح، وخاصة في مدينة درنة، التي تحولت لمدينة أشباح.
وبذلك الحكومة الليبية المكلفة مجهودا ضخما، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وحرص رئيس تلك الحكومة، أسامة حماد، على إجراء جولات عدة للمناطق المتضررة، وإجراء الاجتماعات مع الأجهزة التنفيذية بحكومته، للوقوف على مستجدات الأوضاع بشكل آني ولحظي.
الخراب الهائل الذي تشهده مدن الشرق الليبي التي ضربها الإعصار، وتحديدا مدينة درنة، دفع رئيس الحكومة الليبية المكلفة، إلى اتخاذ 10 قرارات هامة، تستهدف بشكل مباشر إعمار المناطق المنكوبة التي تضررت بفعل الفيضانات والسيول.
وشملت تلك القرارات الموافقة على إنشاء صندوق إعمار مدينة درنة والمناطق المتضررة جراء العاصفة التي ضربت الشرق الليبي، بالإضافة إلى سحب مشاريع الإسكان العام في مدينة درنة والمناطق والمدن المتضررة وإعطاء مهلة أسبوعين للبدء في استكمالها وفي حالة عدم حدوث ذلك يُجرى التعاقد مع شركات أخرى.
و أعطت الحكومة مهلة أسبوعين للجهة المشرفة والقائمة على صيانة مستشفى درنة للانتهاء من التنفيذ أو سحب المشروع وتغيير الجهة المنفذة فوراً، وأكدت تنظيم مؤتمر إعمار درنة في موعده في العاشر من أكتوبر المقبل.
كما منحت الحكومة الإذن بصيانة جميع المدارس المتضررة جراء العاصفة وعددها 488 مدرسة، مع تكفل الدولة بمصاريف الكتاب المدرسي والتجهيزات المدرسية لجميع طلاب هذه المناطق، إلى جانب توفير الزي المدرسي والحقائب المدرسية مجانًا، وكذلك توفير 24 مدرسة متنقلة خلال الأسبوع المقبل.
تضمنت قرار الحكومة الليبية أيضا، الموافقة على مقترح وزير العمل بصرف رواتب ثلاثة أشهر بشكل عاجل لموظفي الشركات المتعثرة ومدينة درنة والمناطق المتضررة على وجه السرعة.
كما قررت الحكومة توفير قيمة نقدية لصيانة العمارات المتضررة جراء العاصفة المدمرة، علاوة على توفير قيمة بدل إيجار للعائلات المتضررة بعد انتهاء الحصر في درنة والمناطق والمدن المتضررة.
جميع القرارات عامة، في ذلك الوقت الحرج من عمر البلاد وفي ظل كارثة إنسانية قلما وقع مثلها في العالم، خاصة بعد عدد الخسائر بالأرواح والممتلكات البنى التحتية، إلا أن أبرز تلك القرارات هي الموافقة على إنشاء صندوق إعمار مدينة درنة والمناطق المتضررة جراء العاصفة.
إنشاء صندوق تكون مهمته الأساسية والوحيدة هو إعادة إعمار المدن المنكوبة والمناطق المتضررة بفعل الإعصار أمر شديد الأهمية، ولكن في ظل ما تشهده ليبيا من انقسام سياسي وأمني، هل ينجح هذا الصندوق في مهمته؟