بعد كارثة الفيضانات.. ليبيا تواجه خطر انتشار الأوبئة

0
377

بعد الكارثة التي خلفها إعصار دانيال الذي ضرب مناطق شرق ليبيا وتسبب في سيول وفيضانات عارمة أدت إلى مقتل آلاف الأشخاص وانتشار جثثهم في الشوارع تزايدت المخاوف من انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة تلك المنقولة بالمياه.

ورغم الجهود المبذولة من الحكومة الليبية المكلفة لدفن جثث الموتى، والتي وصلت بحسب التصريح الأخير لرئيس الحكومة أسامة حماد إلى أكثر من 3000 جثة، لا تزال آلاف الجثامين مطمورة تحت الطمي وركام المنازل المنهارة في ليبيا، كما بدأ البحر يلفظ جثث القتلى الذين جرفتهم السيول العارمة قبل أيام.

الإحصائيات حول أعداد القتلى والمفقودين حتى الآن متضاربة لكنها تشير إلى أكثر من 5300 قتيل وأكثر من 10 آلاف مفقود، لكنها أرقام مرشحة للزيادة خاصة وأن مدينة درنة التي كانت الأشد ضرراً بين المناطق المتضررة، دمر نحو ثلثها وكان يسكنها نحو 100 ألف شخص.

وزارة الحكم المحلي بالحكومة الليبية المكلفة أعلنت الثلاثاء الماضي أن الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي شرعت في تجهيز قافلة من معدات وأجهزة ومبيدات ومطارات للرش والتعقيم للحد من فرص انتشار أي أمراض وحدوث تلوث بالمناطق المتضررة بالفيضانات، نتيجة لانتشار الجثامين ونفوق الحيوانات.

والفيضانات تعد من أكثر الكوارث الطبيعية شيوعاً بالعالم ولكنها تحمل بعد انحسار المياه مشكلات صحية إذ تمثل بؤراً راكدة للمياه الملوثة الروائح الكريهة والفيروسات الخطيرة، ويمكن أن تتسبب بأوبئة سريعة العدوى كالكوليرا وحمى الضنك والأمراض المعوية التي تؤدي للوفاة لارتباطها بالجفاف الشديد والفشل الكلوي.

وصرح مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض حيدر السائح أمس الخميس برصد 55 حالة تلوث بمياه غير صالحة للاستهلاك والشرب في درنة، جميعهم أطفال.

وقال السائح إن التلوث وحالات الإسهال وقعت بين العائلات النازحة من مناطق الفيضانات بسبب اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي، مشيراً إلى أن المركز وفر لهم العلاج والدعم النفسي.

وبحسب الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر، تعد أبرز المشاكل الصحية التي تلي وقوع الفيضان بأيام أو أسابيع أو حتى أشهر في بعض الأحيان: أمراض الإسهال، والأمراض التي تحملها الناقلات، وأمراض الجهاز التنفسي، والالتهابات الجلدية، وغيرها من التبعات المضرة بالصحة العامة.

وقد تؤدي الفيضانات إلى زيادة مواقع تكاثر البعوض في المياه الراكدة وإلى زيادة انتقال حمى الضنك أو داء الشيكونغونيا أو الملاريا مع مرور الوقت.

ومن الممكن أن تتأثر الناقلات الأخرى، مثل الفئران، وقد يرتفع عددها بسبب سوء ظروف النظافة الصحّيّة، الأمر الذي يؤدي إلى اقترابها من البشر، وبالتالي ارتفاع نسبة الإصابة بداء البريميّات.

ويؤدي نزوح السكّان بأعداد كبيرة، واكتظاظ الملاجئ الجماعيّة الطارئة، وسوء أحوال النظافة الطبية إلى الإصابة بأمراض الجهاز التنفّسي أو الالتهابات الجلديّة.

كما يمكن أن تؤدي الفيضانات إلى فقدان المخزونات الغذائية والمحاصيل، ما قد يزيد من خطر التعرّض لسوء التغذية.

وقد يتعرض المسعفون وأفراد المجتمع المحلّي لخطر متزايد جرّاء الجروح والإصابات التي قد تتلوّث بسبب مياه الفيضانات، والتربة، والأوساخ، والنفايات البشريّة أو الحيوانيّة.