بعد مرور عام على تعيينه.. ماذا قدم المبعوث الأممي “باتيلي” إلى ليبيا؟

0
545
عبد الله باتيلي

مر عام كامل منذ أن عين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في الـ 3 من سبتمبر 2022 الدبلوماسي السنغالي عبد الله باتيلي، ممثلاً خاصاً له في ليبيا ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

ولم تتغير الأوضاع في ليبيا طوال هذا العام رغم اللقاءات والحوارات الكثيرة التي عقدها المبعوث الأممي عبد الله باتيلي مع المسؤولين داخل ليبيا ومع قادة الدول المعنية بالشأن الليبي.

ووعد باتيلي، في أول بيان له بعد وصوله إلى ليبيا في 14 أكتوبر 2022، بالعمل على تحديد مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة بالاستناد إلى إطار دستوري متين، مشيراً إلى أن استعادة العملية الانتخابية كفيل بتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار وتجديد شرعية المؤسسات في البلاد.

لكن هذا المسار لم يحدد إلى الآن، فلم تقدم البعثة الأممية أي مجهود يذكر في هذه المسألة، والاتفاقات السياسية التي توصل إليها الليبيين حول الانتخابات مؤخراً كانت بجهود ليبية خالصة بين مجلس النواب ومجلس الدولة.

كما لم يتم حل مشكلة تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة في ليبيا رغم الجولة التي خاضها باتيلي، بدول الجوار “السودان – تشاد – النيجر”، والجهود التي تبذل الآن لإخراجهم من البلاد جاءت من الجيش الليبي الذي يخوض حالياً عملية عسكرية موسعة في الجنوب.

ولا زالت حتى الآن تسيطر القوات التركية على القواعد العسكرية الليبية في الغرب، ويتواجد في العاصمة طرابلس أكثر من 6 آلاف مرتزق سوري.

كما لم يقدم المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، أي دعم للمؤسسات التشريعية الليبية، بل ووقف ضدهم وأعاق توافقهم على تشكيل حكومة جديدة لإدارة شؤون البلاد والإشراف على الانتخابات بعد فشل حكومة الوحدة في انتخابات ديسمبر 2021.

ودعم باتيلي، حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، رغم إعلان مجلس النواب الليبي انتهاء ولايتها وتكليف حكومة جديدة، وجعلها طرفاً أساسياً في كل محادثاته.

إلا أنه عاد وغير موقفه مؤخراً وأعلن تأييده في أكثر من مناسبة لتشكيل حكومة موحدة جديدة تشرف على إجراء الانتخابات.

والموقف السياسي في ليبيا الآن متوقف على استكمال الأطراف الليبية توافقاتهم حول قوانين الانتخابات التي تقودها لجنة 6+6 المشكلة من مجلسي النواب والدولة دون أي تدخل من باتيلي، أو أي من أفراد البعثة الأممية.

والسؤال المطروح الآن، هل يواصل المبعوث الأممي عبد الله باتيلي دعم توافق مجلسي النواب والدولة على تشكيل حكومة موحدة جديدة وقوانين أم يغير موقفه من جديد ويعود لدعم حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة؟.