ليبيا على أعتاب تشكيل حكومة جديدة.. هل يسلم دبيبة السلطة سلمياً؟

0
170
رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة
رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة

أكد المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي خلال إحاطته الدورية بمجلس الأمن الدولي أمس الأول الثلاثاء، على حاجة ليبيا إلى حكومة موحدة حتى تجرى الانتخابات.

وقال باتيلي: “أن ليبيا تحتاج أكثر من أي وقت مضى، إلى طي الصفحة الحالية من الانقسام المؤسسي. فالمواطنون يتطلعون إلى مؤسسات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية موحدة للحفاظ على وحدة أراضي البلاد وهويتها الوطنية. وفي هذا الصدد، فإن تشكيل حكومة موحدة، يتفق عليها الفاعلون الرئيسيون، أمر ضروري لقيادة البلاد إلى الانتخابات”.

وكان مجلسي النواب والدولة اتفقا خلال المشاورات التي أجرتها لجنة 6+6 المشكلة من المجلسين على حل مشكلة وجود حكومتين في البلاد، (حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة في طرابلس، والحكومة المكلفة برئاسة أسامة حماد في بنغازي)، وتشكيل حكومة موحدة جديدة تسيطر على كامل التراب الليبي وتشرف على إجراء الانتخابات.

وكان باتيلي، يرفض هذا الاتفاق ويريد الذهاب إلى الانتخابات مباشرة، وقال في كلمة له بملتقى في فزان أواخر الشهر الماضي: “أن كل من يريد ترتيبات جديدة وحكومات انتقالية لا يريدون سوى تقاسم الكعكة”.

لكن باتيلي، تغير موقفه وانحاز لتوافقات مجلسي النواب والدولة، وهي خطوة لاقت ترحيباً وإجماعاً من الليبيين، وهذا ما أكده نائب رئيس المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا السنوسي الحليق.

وقال الحليق، في تصريحات صحفية أمس الأربعاء، إنه لا يوجد حل لإجراء الانتخابات الآن في ظل الانقسام الحالي ووجود حكومتين واحدة في الغرب وأخرى في الشرق، فمن الضروري أن يكون هناك حكومة واحدة بإشراف واحد وأن يكون هناك جسم متوافق عليه يوحد المنطقة الشرقية والغربية في إدارة واحدة لمتابعة الانتخابات لتأمينها والإشراف ويجب أن يكون هناك أيضاً إشراف من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على الانتخابات لما له رؤية كبيرة بشأن ليبيا.

إلا أن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، سارع بالإعلان عن رفضه لمطالب المبعوث الأممي بتشكيل حكومة جديدة بطريقة غير مباشرة.

وقال دبيبة عبر حسابه بموقع “اكس” عقب إحاطة باتيلي: “أرحب بما جاء في إحاطة المبعوث الأممي من تأكيد أهمية الحفاظ على الاستقرار للوصول للانتخابات، وإشارته إلى التأثير السلبي لمحاولات الانقسام في المضي نحو ذلك الهدف”، مضيفاً: “فلنمض جميعا نحو تحقيق إرادة الليبيين في إنهاء المراحل الانتقالية، وإعادة الأمانة للشعب عبر إنجاز الاستحقاق الانتخابي”.

وتابع دبيبة: “وأجدد دعمي المتواصل لكل جهود “التوحيد”، التي تحدث عنها المبعوث الأممي في كافة المؤسسات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، بالتوازي مع اتجاهنا نحو تحقيق رغبة الشعب في تجديد شرعية كافة الأجسام عبر صندوق الانتخاب”.

واستبعد المراقبون قبول رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، بتغير الحكومة وتسليم السلطة سلمياً، دون اندلاع حرب على نطاق واسع، أو يقوم الأهالي في جنوب ليبيا بقطع النفط.

وهذا التصور يؤكده تصرفات دبيبة في السابق، حيث سبق ورفض إجراءات مجلس النواب عقب فشل إجراء انتخابات ديسمبر 2021، إعلان انتهاء ولاية حكومة الوحدة وتكليف حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا في مارس 2022.

وعندما حاول فتحي باشاغا دخول طرابلس وعدد من وزراء حكومته في أغسطس 2022 اندلعت اشتباكات مسلحة بين الميليشيات الموالية لدبيبة والميليشيات الموالية لباشاغا، إلا أن الأخير انسحب سريعاً وعاد إلى بنغازي قبل أن تتسع دائرة الاشتباكات.

كما يعتبر قطع النفط وسيلة ضغط قوية إذا استخدمتها أهالي الجنوب لإجبار حكومة الوحدة على تسليم السلطة، وسبق واستخدم الأهالي قطع النفط مع حكومة الوفاق السابقة بعد ما تمادت في فسادها وجلبت للبلاد المحتل التركي والمرتزقة السوريين.