تحول موقف المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، خلال إحاطته الدورية أمس بمجلس الأمن الدولي حول تطورات الأوضاع في ليبيا، حيث طالب بضرورة تشكيل حكومة موحدة تتفق عليها كل الأطراف الفاعلة لقيادة البلاد نحو الانتخابات.
وقال باتيلي: “ليبيا تحتاج أكثر من أي وقت مضى، إلى طي الصفحة الحالية من الانقسام المؤسسي، فالمواطنون يتطلعون إلى مؤسسات سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية موحدة للحفاظ على وحدة أراضي البلاد وهويتها الوطنية وفي هذا الصدد، فإن تشكيل حكومة موحدة، يتفق عليها الفاعلون الرئيسيون، أمر ضروري لقيادة البلاد إلى الانتخابات”.
وتغير موقف باتيلي، بعد ما كان يعارض توافق مجلسي النواب والدولة خلال محادثات لجنة 6+6 على تشكيل حكومة موحدة جديدة، وكان يريد خوض الانتخابات أولاً، حيث كان قال في كلمة له بملتقى في فزان أواخر الشهر الماضي: “أن كل من يريد ترتيبات جديدة وحكومات انتقالية لا يريدون سوى تقاسم الكعكة”.
كما انتقد باتيلي، خلال إحاطته بمجلس الأمن الأوضاع الأمنية في المنطقة الغربية بعد الاشتباكات التي دارت بين جهاز الردع واللواء 444 مشيراً إلى أنها كشفت عن الاستقرار الهش الذي ساد طرابلس منذ أغسطس 2022.
ولفت باتيلي إلى أن “هذه التطورات تؤكد غياب القيادة والسيطرة على الأجهزة الأمنية المتشظية في غرب ليبيا وهشاشة الوضع الأمني وتقوض تلك التطورات الجهود الجارية لتهيئة بيئة أمنية مواتية لإجراء الانتخابات”، مؤكداً الحاجة الملحة لإقامة سلطات شرعية ومؤسسات عسكرية وأمنية موحدة في البلاد وضرورة إخضاع الجماعات المسلحة والجهات الأمنية التي ترتكب أعمال عنف ضد المدنيين للمحاسبة.
ويرى مراقبون أن مطالبة باتيلي، تشكيل حكومة جديدة وانتقاده الأوضاع الأمنية في المنطقة الغربية يشير إلى تغير موقفه لصالح توافقات مجلسي النواب والدولة وتخليه عن دعم حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة.
ويبدو أن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة استشعر تخلي باتيلي عن حكومته وسارع بالرد عبر حسابه بموقع تويتر ليؤكد أن حكومته ستواصل حتى إجراء الانتخابات.
وقال دبيبة: “أرحب بما جاء في إحاطة المبعوث الأممي من تأكيد أهمية الحفاظ على الاستقرار للوصول للانتخابات، وإشارته إلى التأثير السلبي لمحاولات الانقسام في المضي نحو ذلك الهدف”، مضيفاً: “فلنمض جميعا نحو تحقيق إرادة الليبيين في إنهاء المراحل الانتقالية، وإعادة الأمانة للشعب عبر إنجاز الاستحقاق الانتخابي”.
وتابع دبيبة: “وأجدد دعمي المتواصل لكل جهود “التوحيد”، التي تحدث عنها المبعوث الأممي في كافة المؤسسات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، بالتوازي مع اتجاهنا نحو تحقيق رغبة الشعب في تجديد شرعية كافة الأجسام عبر صندوق الانتخاب”.
من جهة أخرى عبرت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، عن انفتاح واشنطن على دعم تشكيل حكومة تصريف أعمال مصغرة تقود ليبيا إلى الانتخابات، داعية المجموعة الدولية إلى دعم جهود الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي.
كما عبر أغلب مندوبون الدول خلال جلسة مجلس الأمن حول ليبيا عن دعم بلادهم لجهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي وإجراء الانتخابات لتحقيق الاستقرار.