ليبيا والهجرة غير الشرعية.. طفرة في الأعداد وتخوفات أوروبية

0
491

يظل ملف الهجرة غير الشرعية أحمد الملفات العالقة والمتأزمة يوماً تلو الآخر على الساحة الدولية بشكل عام وليبيا على وجه الخصوص، كونها تعد نقطة انطلاق نحو أوروبا.


وفي وقت يضغط فيه المجتمع الدولي لتحويل ليبيا مركزاً لتوطين المهاجرين، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة طالبت تونس، المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين بضرورة دعم الهلال الأحمر التونسي في جهوده تجاه المهاجرين غير الشرعيين.

وبحسب بيان وزارة الداخلية التونسية، جاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الداخلية كمال الفقي، برئيسة المفوضية مونيكا نورو، أمس الجمعة.
وخلال اللقاء، أكد الوزير التونسي أن “تونس لها تقاليد في الإحاطة بالوضعيات الإنسانية التي تتطلب عناية واهتماما، وخاصة مجهودات الأمن التونسي في عمليات النجدة والإنقاذ وحسن معاملة المهاجرين غير النظاميين”.

وأشاد الفقي “بالعمل الميداني الذي يقوم به الهلال الأحمر التونسي تجاه المهاجرين”.لحميد دبيبة، رفضه توطين المهاجرين غير الشرعيين.
وأعرب دبيبة قبل يومين، عبر “فيسبوك”، عن رفض بلاده توطين المهاجرين غير الشرعيين، قائلا: “أؤكد مرة أخرى أننا لن نسمح بتوطين المهاجرين في ليبيا، فقوانين بلادنا كفيلة بتنظيم كل ما يتعلق بدخول الأجانب إليها”.

ودعت الحكومة الاتحاد الأوروبي ودول الجوار إلى التعاون مع ليبيا ودعم جهودها في هذا الصدد، مشدداً على حرص حكومته على توفير المساعدات الإنسانية للمهاجرين، وتسهيل إعادتهم إلى بلدانهم.

واستطرد دبيبة أن الأمن القومي الليبي خط أحمر لن يسمح بتجاوزه تحت أي ظرف، مضيفاً أن دعم الجهود الأمنية لحماية حدودنا البرية على رأس أولويات عملنا، ومن أبرز مهامنا؛ ولذا ندعم بقوة الجهود التي يبذلها ضباط وزارة الداخلية بحكومتنا مع نظرائهم في تونس لحماية حدودنا المشتركة، وإخلائها من المهاجرين غير القانونيين، وتسهيل حركة مواطني البلدين في الدخول والخروج بشكل نظامي.

والأيام الماضية اتفقت ليبيا وتونس على حل توافقي لإيواء وإعاشة مئات المهاجرين غير شرعيين العالقين على حدودهما المشتركة منذ أيام حتى ترحيلهم، مؤكدتين رفضهما لأن تشكل سواحلهما نقطة انطلاق للهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الأوروبية.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية فاكر بوزغاية فإن الاتفاق بين وزير الداخلية التونسي ونظيره الليبي قضى بتكفل بلديهما بإيواء مجموعة المهاجرين.

وقالت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية: لا وجود لأي مهاجر غير شرعي في المنطقة الحدودية مع تونس بعد اتفاق البلدين على إخلاء المنطقة الحدودية، موضحة أن دوريات الأجهزة المكلفة بتأمين الشريط الحدودي من كلا البلدين تقوم بمهماتها بمتابعة وتنسيق مشترك بعد الاتفاق الثنائي.

وفي ظل هذه التطورات، كشف تقرير للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس)، عن قفز أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا أوروبا خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2023 بنسبة 115٪ والذين انطلقوا من شمال أفريقيا، وخاصة من ليبيا وتونس، وهي الحصيلة الأعلى منذ 2017.
وذكرت فرونتكس، أن 89 ألف مهاجر غير شرعي وصلوا سواحل أوروبا الجنوبية منذ بداية العام 2023، قادمين من ليبيا وتونس عبر منتصف البحر المتوسط، مقارنة بـ23 ألف مهاجر وصلوا أوروبا خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وتوقعت الوكالة الأوروبية ازدياد أعداد المهاجرين الذين يسلكون مسار وسط البحر المتوسط صوب أوروبا خلال الأشهر المقبلة، في الوقت الذي تقدم فيه عصابات تهريب البشر أسعار أقل للمهاجرين المنطلقين من ليبيا وتونس، وسط منافسة شرسة فيما بينها، مؤكدة أن مسار منتصف البحر المتوسط هو الأكثر نشاطا للهجرة غير الشرعية صوب أوروبا، والمسؤول عن نصف عمليات تعقب المهاجرين في البحر المتوسط خلال العام 2023.

وتتزايد المخاوف الإيطالية من زيادة وشيكة في تدفقات المهاجرين غير الشرعيين من ليبيا وشمال أفريقيا صوب سواحلها الجنوبية نتيجة الأحداث السياسية الأخيرة التي تشهدها النيجر، مطالبة الاتحاد الأوروبي بالمساعدة في وقف تلك التدفقات.

والجمعة، طالبت تونس، المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين بضرورة دعم الهلال الأحمر التونسي في جهوده تجاه المهاجرين غير الشرعيين.