معاناة تتفاقم.. هل تدفع تونس بالمهاجرين نحو ليبيا؟

0
325

متى تنتهي أزمة المهاجرين العالقين بين ليبيا وتونس؟.. قد تنتهي بالموت، الإجابة كما قرأتها، فوزارة الداخلية الليبية، أعلنت الاثنين، انتشال 5 جثث لمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في منطقة مقفرة بين ظهرة الخص وطويلة الرتبة، قرب الحدود مع تونس.

الأزمة تتفاقم وسط نداءات حقوقية وحكومية، في ظل تقطع السبل بالعشرات من الأفارقة في جنوب الصحراء قرب الحدود الليبية، بعدما نقلتهم تونس إلى هذه المنطقة من مدينة صفاقس هذا الشهر، ما جعلهم عالقين هناك في ظروف صعبة للغاية، وتُركوا عطشى وجوعى في موجة حر لم يسبق لها مثيل.

وفي فبراير الماضي، ندد الرئيس التونسي قيس سعيد في فبراير بالهجرة غير الشرعية من إفريقيا جنوب الصحراء إلى بلاده، قائلا إنها تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في تونس، وهي تصريحات وصف على إثرها بالعنصرية. كما انتقد الاتحاد الأفريقي تونس وحثها على “تجنب خطاب الكراهية العنصري”.

وفي يونيو، أكد الرئيس التونسي، أن بلاده لن تقبل بتوطين المهاجرين على أراضيها، وأن تكون حارسًة لحدود أوروبا، داعياً إلى ضرورة اعتماد مقاربة جديدة بخصوص ظاهرة الهجرة غير النظامية، تقوم على القضاء على الأسباب لا على محاولة معالجة النتائج، وإلى تكاتف الجهود لوضع حدّ لهذه الظاهرة. في حين عاود في يوليو الجاري بأن بلاده تعامل المهاجرين بشكل جيد.

الأزمة تلقي بظلالها على ليبيا، فالأسبوع الماضي، قالت وزارة الداخلية الليبية إنها منعت مهاجرين غير نظاميين قادمين من تونس من الدخول إلى أراضيها لتفادي أي خروقات أمنية، لتتفاقم بذلك أزمة المهاجرين العالقين على الحدود بين تونس وليبيا.

وأوضحت في بيان أن جهاز حرس الحدود قام بتسيير دوريات أمنية صحراوية، وأنشأ تمركزات أمنية جديدة بالقرب من النقاط الحدودية على طول الشريط الحدودي من رأس اجدير إلى وازن، لمنع أي خروقات أمنية.

وأجلت السلطات الليبية عشرات المهاجرين وجدوا في منطقة صحراوية قرب الحدود مع تونس، وسط مخاوف من وجود مجموعات أخرى عالقة على الحدود بين البلدين.
ودعت جمعية الهلال الأحمر الليبي إلى إنقاذ 400 مهاجر، ينتمون إلى دول أفريقية، عالقون على الحدود مع تونس وسط ظروف قاسية.

وقال عضو مجلس إدارة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، عبد المنعم قريميدة، إن الجانب التونسي يقوم بترحيل المهاجرين الأفارقة إلى داخل الحدود الليبية وتركهم فى الصحراء دون ماء ولا طعام، ما يعرّضهم للهلاك.

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة “سبوتنيك” الروسية، أنه “بتاريخ 12-7-2023 كان فى زيارة لدولة تونس عن طريق البر من منفذ “ذهيبه” إلى تونس العاصمة، وشاهد بضع عشرات من الأفارقة المهاجرين، يمشون على أرجلهم بجانب الطريق السريع، الرابط من مدينة “مدنين” إلى تونس العاصمة، فى ظروف قاسية وفي حرارة الشمس تصل لأكثر من 48 درجة مئوية، ودون مياه ولا طعام، وأن حرس الحدود الليبي قدم المساعدة الممكنة والمتوفرة لديهم لبعض المهاجرين الذين وصلوا للحدود.