أكثر من 10 % من سكان ليبيا.. ما مصير 700 ألف مهاجر غير شرعي؟

0
382

نحو 700 ألف مهاجر غير شرعي في ليبيا، ينوون الهروب عبر البحر إلى أوروبا، في محاولات متكررة، على الرغم من حوادث الغرق التي زادت في الآونة الأخيرة.

من بين الناجين، شاب سوري يدعى علي مجدي، نجا من الغرق، بعد أن انقلب قارب صيد كان يقله مع مهاجرين قبالة سواحل اليونان انطلاقاً من ليبيا، يريد المحاولة مرة أخرى.

شبكة DW الألمانية، قالت إن علي مجدي البالغ من العمر 28، دفع إلى عصابات تهريب المهاجرين في مدينة الزاوية الساحلية 1960 دولارا حتى يتمكن من ركوب قارب ليعبر به في نهاية المطاف إلى البحر المتوسط ليصل بعد ذلك إلى مقصده الذي كان يخطط له، أي إلى ألمانيا ليعيش مع عائلته التي لم يرها منذ ثماني سنوات، وكانت هذه المحاولة الأولى التي أفشلها خفر السواحل الليبي.

يصمم اللاجئ السوري على عبور البحر على الرغم من إدراكه حجم المخاطر، لرغبته في الوصول إلى ألمانيا، وهو حال مئات الآلاف من المهاجرين القابعين في مراكز الهجرة غير الشرعية في ليبيا.

تقول تقارير للأمم المتحدة، إنه يوجد حوالي 680 ألف مهاجر غير شرعي في ليبيا أي ما يشكل من 10٪ من إجمالي سكان البلاد، وهي نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين واللاجئين بسبب قربها من السواحل اليونانية والإيطالية.

وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، حاول أكثر من 56 ألف شخص الإبحار إلى إيطاليا نصفهم انطلاقاً من ليبيا، بالإضافة إلى المحاولات غير الناجحة إلى اليونان، وآخرها كارثة غرق قارب هجرة غير شرعي بالقرب من اليونان في منتصف شهر يونيو، والتي اتهم فيها خفر السواحل اليوناني بالتسبب في انقلاب القارب أدريانا.

ومع فشل محاولات العبور، ارتضى مهاجرون البقاء والعمل في ليبيا، من بينهم الباكستاني رضا سولان، نقلت عنه الشبكة أنه كان يحلم في البداية في السفر إلى أوروبا بحثا عن فرصة عمل، لكنه في نهاية المطاف بات راضياً عن بقائه في ليبيا بعد أن ألقت السلطات الإيطالية القبض عليه وإعادته من حيث انطلقت رحلته.

ونقل موقع “مهاجر” المعني بشؤون الهجرة عن خبراء قولهم إنه في الوقت الذي يتمكن فيه مهاجرون ولاجئون من سوريا وباكستان وبنغلاديش من السفر إلى ليبيا من سوريا على متن رحلات مدنية قبل محاولة شق طريقهم إلى أوروبا، فإن مهاجرين قادمين من دول أفريقية يجدون طريقهم إلى ليبيا عبر الحدود البرية.

وأفادت المنظمة الدولية للهجرة أنه جرى إعادة قرابة 7300 مهاجر إلى ليبيا منذ بداية العام الجاري وحتى منتصف يونيو الماضي، مشيرة إلى وفاة 662 وفقدان 368 شخصا خلال الفترة ذاتها.

وتستخدم عصابات تهريب المهاجرين هذه المعدلات للترويج بقدرتهم على تنظيم “رحلات آمنة” عبر البحر المتوسط إلى القارة الأوروبية.

وبحسب التقارير يدفع المهاجرون ما بين 500 دولار و2000 دولار لمهربي المهاجرين مقابل السفر إلى أوروبا بحرا فيما يعتمد السعر على المخاطر إذ في حالة السفر على متن قارب مطاطي فإن سعر الرحلة يتراوح ما بين 50 و200 للشخص الواحد وهو ما يشكل أكثر الرحلات خطورة.

وتنطوي الرحلات المرتفعة على تقديم رشاوي لعناصر حرس الحدود الليبيين لمساعدة المهاجرين في الاختفاء داخل سفن الشحن التجاري.

وبحسب التقرير، فإن السياسات الحالية لمراقبة طريق وسط البحر المتوسط غير فعالة وتؤدي إلى المزيد من الوفيات في عرض البحر فضلا عن أنها تسمح لعصابات تهريب البشر في ليبيا بارتكاب انتهاكات جسيمة.

وأفاد تحقيق أجرته الأمم المتحدة في أبريل الماضي بحدوث “انتهاكات حقوقية جسيمة وواسعة النطاق لحقوق الإنسان ما يعزز الاعتقاد بارتكاب جرائم ضد الإنسانية” بحق المهاجرين في ليبيا.