مسلسل فساد مستمر تتكشف حلقاته يوما بعد يوم في ليبيا، فأصبح قطاع التعليم، وبالتحديد التعليم العالي والبحث العلمي، مثلا يُضرب في الفساد والمحسوبية وتحطيم القوانين، فمع مرور الأيام تظهر القوائم التي تعكس المشهد البائس الذي يظهر في مسؤولي الحكومة، ممن اعتبروا المنصب حكرا عليهم.
مرت عدة أيام فقط، على ظهور قوائم الفساد الخاصة بإيفاد الطلاب للخارج وبالتحديد إلى تركيا، كمنح حكومية كان من المفترض أن تذهب إلى مستحقيها، فتضمنت الكشوفات أسماء أبناء المسؤولين وأقاربهم، بالإضافة إلى مُسنين، من الواضح أن دفعوا الأموال من أجل الخروج من ليبيا.
تسريب جديد خرج علينا بشكوفات جديدة، عكست كم هائل من الفساد في هذا القطاع، الذي عمل القائمون عليه على ترتيب الأوراق في الخفاء، مع انشغال المواطنين بالصراعات والأزمات السياسية التي لا تنتهي بالبلاد، واستغلوا سلطتهم في ممارسة فساد واضح وجلي آبى الله أن يظل مختبئا ليعرف تفاصيله كل الشعب الليبي.
الإعلامي والمدون الليبي، محمود حسان المصراتي، نشر عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”، تسريبا جديدا حول فضيحة فساد أخرى فيا يتعلق بملف الإيفاد إلى الخارج، فبعد رحلات الإيفاد المشبوهة إلى تركيا، ظهرت اليوم قوائم تضم عجائز ومسنين جدد ضمن قوائم الإيفاد إلى دولة قبرص.
وقال المصراتي عبر حسابه: “بينما كانوا يكذبون على المتفوقين والمعيدين بأن الإيفاد موقوف، هناك تسريب جديد للإيفادات، لكن هذه المرة ليست لتركيا في حد ذاتها، بل إلى كُنتها قبرص التركية”.
وأضاف المصراتي، وفقا لكشف مُسرب نشره عبر الصفحة: “من بين الموفدين في تخصصات غريبة عجيبة لأشخاص تجاوزوا الـ 60 عاما ومعهم 7 و8 مرافقين بالإضافة إلى زوجاتهم”.
ما كشفه المصراتي عبر الكشوفات المسربة، تم تداوله بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار حالة من الاستياء في الأوساط الليبية، خاصة وأن ما حدث في إيفادات تركيا لم تمر عليه بضعة أيام فقط، لتأتي إيفادات قبرص وتزيد من حدة الأزمة وتكشف فساد راسخ في هذا القطاع.
وكانت قوائم وزارة التعليم العالي بحكومة الوحدة الوطنية، كشفت إيفاد 1895 طالباً للدراسة في تركيا خلال العام الجاري 2023، عن فساد كبير وصف بالكارثي، لما احتوته من أسماء لأقارب المسؤولين وقادة الميليشيات وأطفال ومسنين وغيرهم من غير المتفوقين الذين لا يستحقون الإيفاد للدراسة في الخارج.
واشتملت قوائم الموفدين على أسماء أقارب وزير التعليم العالي عمران القيب، ومسنة عمرها 74 سنة لدراسة الكومبيوتر بمنحة قيمتها 2750 دولار شهرياً، وطالبة عمرها 19 سنة لدراسة الماجستير في الطب.
كما ضمت القوائم على اسم “أماني الشركسي” شقيقة أحمد الشركسي، صهر رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، براتب 7 آلاف يورو، و “محمود الطرابلسي” شقيق وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة عماد الطرابلسي، بشهادة ثانوية وبراتب حوالي 15 الف دينار شهرياً.
واحتوت القوائم أيضاً على اسم “العابد مفتاح العابد” ابن عم عضو مجلس النواب عن حي الأندلس مصعب العابد مواليد 2001، براتب 7 آلاف يورو لاستكمال مرحلة التعليم الثانوي، و “فاطمة الككلي” شقيقة الميليشياوي غنيوة الككلي آمر جهاز الدعم و الاستقرار، والتي يبلغ عمرها 70 عام، براتب 7 آلاف يورو.
