تذيلت العاصمة الليبية طرابلس قائمة مدن العالم للعيش في تقرير حديث أعده مؤشر الرفاهية العالمي 2023 التابع لوحدة المعلومات الاقتصادية بمجلة الإيكونوميست البريطانية.
وجاء ترتيب طرابلس في المركز قبل الأخير الذي احتلته العاصمة السورية دمشق، والذي جاء بسبب الاضطرابات الاجتماعية والإرهاب والصراع التي تعاني منها المدينة.
وفقا لوحدة المعلومات الاقتصادية، فإن التقرير الذي تم جمع بياناته في الفترة ما بين 13 فبراير و12 مارس 2023، شمل نحو 30 عاملاً نوعياً وكمياً عبر 5 فئات أساسية هي: الاستقرار، الرعاية الصحية والثقافة، البيئة، التعليم والبنية التحتية.
لم يختلف حال طرابلس عن العام الماضي كثيراً لكنه تراجع مركز واحد هذا العام، ففي تقرير مجلة الإيكونوميست لعام 2022 جاءت طرابلس في المركز الثالث عالمياً ضمن أسوأ المدن للعيش.
كما أن طرابلس تأخرت عن العام 2021 في تقرير نفس المجلة حيث كانت في المركز الخامس ضمن أسوأ مدن العالم.
وتعاني العاصمة الليبية طرابلس من عدم الاستقرار، وسوء الحالة الأمنية، بسبب سيطرة الميليشيات المسلحة والجماعات المتطرفة عليها منذ سقوط نظام القذافي عام 2011.
كما تعاني من تدني بنيتها التحتية ونقص الخدمات العامة، منها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وسوء الطرق العامة، ونقص الخدمات الصحية، وعدم توفر الوقود رغم أنها من أكبر الدول التي تتمتع بالموارد النفطية.
كما يحدث بين الحين والآخر، اشتباكات مسلحة بين الميليشيات المتصارعة على النفوذ والسلطة ما يؤدي إلى تعريض حياة المواطنين للخطر فضلاً عن الدمار الذي تخلفه في الممتلكات العامة والخاصة.
وبالإضافة إلى ذلك تعاني طرابلس ومدن غرب ليبيا من الاحتلال التركي الذي تدخل عسكرياً منذ أواخر عام 2019 بعد الاتفاقية الأمنية المشبوهة مع حكومة الوفاق السابقة، وجلب آلاف المرتزقة السوريين للقتال ضد الجيش الوطني الليبي.
وتسببت حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة في تدني الأحوال المعيشية بطرابلس بعد استلامها السلطة في مارس 2021، لعدم اهتمامها بتوفير الخدمات للمواطنين، وبدلاً من العمل على توفير الأمن، تحالف رئيسها مع الميليشيات وقدم لها دعماً مالياً سخياً من أجل حمايته للاستمرار في السلطة أطول فترة ممكنة بالقوة.