ما حقيقة هجوم حيتان “الأوركا” الشرسة الشواطئ الليبية؟

0
568

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا، حالة من الجدل، بعد ظهور صور متداولة لأسماك قرش مفترسة بكميات كبيرة. 

ويأتي الجدل بعد أيام من التهام سمكة قرش لسائح روسي، في إحدى الشواطئ المصرية، وهو الأمر الذي أحدث تفاعلاً كبيراً على السوشيال ميديا. 

مؤسس جمعية علم الأحياء البحرية في ليبيا، سارة المبروك الخميس، علقت على الأخلار المتداولة بانتشار سمك القرش في ليبيا، قائلة إن الأخبار المتداولة بشأن سمك القرش الذي عُرض في سوق مصراتة كان لقرش نوع “زرقايه” والآخر فكان لقرش “ثعلب بوعين” الذي يمتاز بزعنفة ذيلية طويلة.

وأضافت المبروك أن عملية الصيد التي كانت عرضية حدثت في مسافة تبعد حوالي 60 كيلومتر حسب الصيادين، مُبينة أنهم فوجئوا باستخدام الحادثة للترويج لفكرة أن القروش تسبح دائماً في المياه القريبة من الشاطئ؛ مما أدى إلى زيادة الذعر بين المواطنين.

وأوضحت أن ظهور القروش يكثر في الفترة الممتدة من شهر 2 إلى 6 لأسباب عدة منها فترة التكاثر، ويتم ملاحظتها بشكل دوري خلال الفترة الممتدة من 2017 حتى 2021، تم تسجيل 75% من حالات مشاهدة القرش الأبيض في المتوسط في المياه الليبية.

وبيّنت أن الفيديو الذي تم تداوله حول لوجود حوت الأوركا في مياهنا هو لحوت المنك أو الحوت الزعنفي، مشيرة إلى أن هناك تسجيلات لمشاهدة الأوركا في البحر المتوسط ما بين عامي 2019 و2020، حيث دخل مرة واحدة البحر المتوسط في فترة من الفترات. 

وأوضحت أنه كان ما بين جنوى الإيطالية وأسبانيا ووصل إلى ساحل لبنان و كانت هذي آخر مشاهدة للأوركا في المتوسط، معربة عن أسفها تجاه من استغل مخاوف المواطنين وأصبح هناك نوع من نشر الأخبار المغلوطة التي صاحبت ظهور القرش من بينها مزحة لأحد الشباب مع أصدقائه على أنه يسبح مع قروش في منطقة شط البدين وما لاقته من انتشار رغم أنها في جزر المالديف.

واليوم، كشف رئيس منظمة العلوم والأحياء البحرية، عز النصر أبزيو، عن إطلاق حملة للحد من تواجد المفترسات على الشواطئ الليبية، مضيفاً أن فرق المنظمة تُتابع آخر المستجدات على الساحل الليبي.

وقال أبزيو إن حوالي 30 نوعاً مفترساً من الأحياء البحرية في البحر الأبيض المتوسط، بينها سمكة القرش التي انتشرت في الساحل الليبي مؤخراً، بسبب الصيد الجائر بالمتفجرات الذي يخلف ويترك آثاراً تجذب هذه المفترسات إلى أماكن تواجد هذه المخلفات.

وأضاف أن التوازن البيئي في الساحل الليبي متكامل بدون وجود هذا النوع من المفترسات، باعتباره يُشكل تهديداً حقيقياً على حياة الإنسان، وخاصة في فصل الصيف الذي يبدأ فيه موسم التزاوج لهذه الأسماك، مما يجعلها أكثر شراهة على الطعام ومن هنا ينبغي تعزيز مراقبة الساحل الليبي.

وتهدف الحملة إلى التوعية من مخاطر المفترسات البحرية بشكلٍ عام وأسماك القرش بوجه الخصوص، والمنظمة ستعمل على توسيع دائرة التوعية الإعلامية للحيلولة دون وقوع إصابات بشرية بسبب هذه الأسماك.

وذكر أن المنظمة بصددِ تنظيم لقاءات عمل وندوات وحملات توعوية خلال الأيام القادمة وحتى سبتمبر المقبل، رغم تحذيرها في منشورات سابقة على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي من إهمال هذه القضية والتي تعد تهديدًا مباشراً على حياة الإنسان لاسيما مع دخول فصل الصيف، والحركة على الساحل ستكون أكثر مما قد يُسبب في إصابات بشرية.