قصف الزاوية الليبية بالطيران.. تصفية حسابات أم استهداف بؤر الجريمة؟

0
204

شهدت مدينة الزاوية الواقعة بالقرب من العاصمة الليبية طرابلس، اشتباكات وقصف عنيف من طيران مسير، لعدد من مراكز ومؤسسات حكومية في المدينة، وكذلك مواقع تمركز جماعات مسلحة.

تعددت التكهنات حول ماهية هذا القصف، ولمن توجه تلك الضربات الموجعة، فالبعض كان تفسيره الحرب عادت بين الميليشيات في المدينة، وأن هذا القصف ربما هو رد على قصف آخر، بينما ذهب البعض إلى أن ذلك قد يكون ضمن مسلسل تصفية الحسابات الذي تشهده ليبيا مع غياب الأمن.

ووسط حالة الحيرة والخوف التي سيطرت على المواطنين في مدينة الزاوية، أعلنت حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، مسؤوليتها عن تلك الضربات، وأنها نفذت ضربات جوية استهدفت مهربي وقود ومخدرات وبشرا في الزاوية.

أما عن أبرز الأماكن التي طالها القصف، فكانت مقر مصلحة الجوازات، ومركز الشرطة في منطقة أبو صرة، وتمركزات للقوات التابعة لـ”حسن أبو زريبة” المؤيد للحكومة المكلفة من مجلس النواب، بالإضافة لموقع في منطقة السيدة زينب بالماية شرق المدينة، وأماكن أخرى في المطرد والحرشة.

ما يعرف بـ “حراك تصحيح المسار”، يبدو أنه كان لديه بعض المعلومات عن تلك العملية العسكرية، فهو على الفور أصدر بيانا، تبرأ فيه ما اعتبره محاولة البعض استغلال الاحتجاجات ضد الانفلات الأمني والفساد في القيام بمعارك لتصفية الحسابات”.

كما أكد الحراك، أن لعملية التي تجري من قصف جوي لبعض الأهداف، لم تتم بالتنسيق مع “لجنة 15” المكونة من نشطاء وأعيان الزاوية مع بدء الاحتجاجات، ووظيفتها التواصل مع السلطات في طرابلس للتفاوض بشأن مطالب المدينة، مطالبا بمحاسبة الخارجين عن القانون، واستعادة استقرار المدينة.

ويرى البعض أن الحراك حاول الابتعاد عن استغلاله سياسيا، من أي طرف، لكن هذا ما وقع بالفعل منذ بدء الضربات اليوم كما يشير الناشط من الزاوية، بشير عبد الله.

الناشط الليبي بشير عبد الله، يرى أن تلك العملية قد تكون تصفية حسابات في المقام الأول، خاصة وأن تلك الضربات، طالت عدة مجموعات حتى في ورشفانة القريبة من الزاوية، ويأتي هذا لإنهاء أي قوة غير مؤيدة للحكومة منتهية الولاية.

أما عماد بوعوية، وهو الناشط السياسي أيضا من مدينة الزاوية، فيرى أن حكومة عبد الحميد دبيبة، استغلت الحراك الشعبي لضرب خصوم سياسيين في المدينة، بعدما استعصى عليها الأمر خلال الفترة الماضية في ظل عدم وجود مبرر لإشعال صراع جديد.

اشتعلت الأجواء، بعدما اتهم رئيس مجلس الدولة في ليبيا، خالد المشري، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، باستخدام الطيران المسير لتصفية حسابات ضد أطراف مختلفة معه سياسيا”.

وأكد المشري، على رفضه توظيف دبيبة، بصفته وزيرا للدفاع، لسلاح الطيران المسير لتصفية حسابات سياسية ضد أطراف مختلفة معه سياسياً، بحجة نبيلة كمكافحة الجريمة”.

واعتبر أن دبيبة أصبح يستغل إدارة الطيران المسير سياسيًا لإرهاب خصومه السياسيين ومواجهتهم، وهي لا علاقة لها بالحليف التركي، وإنما تدار بشكل مباشر من الدبيبة.