أحداث السودان.. كيف ستؤثر على ليبيا وسحب المرتزقة من أراضيها؟

0
208

أثارت الاشتباكات العسكرية التي اندلعت في السودان منذ السبت الماضي بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو “حميدتي” تكهنات وتساؤلات حول مدى تأثيرها على ليبيا وإخراج المرتزقة السودانيين من أراضيها.

وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي، قام أواخر مارس الماضي بجولة في دول جوار جنوب ليبيا شملت السودان وتشاد والنيجر لبحث سبل تسريع إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

والتقى المبعوث الأممي، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، الذي أكد دعم جهود الحل السلمي في ليبيا.

ويرى مراقبون أن أحداث السودان سيكون لها تداعيات وتأثير كبير على الاستقرار في ليبيا خاصة في منطقة الجنوب القريبة من الحدود السودانية الليبية والتي يوجد بها مرتزقة تابعين لحميدتي.

وفي حالة استمرار النزاع العسكري في السودان ربما تنضم المرتزقة المتواجدة في ليبيا لمساندة قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.

كما هناك احتمال آخر، وهو تنزح قوات حميدتي من السودان إلى ليبيا ويعاد تجمع قوات الحركات المتمردة كالمرتزقة في معسكرات على الحدود الليبية السودانية.

وأكد عضو مجلس النواب الليبي عن مدينة الكفرة سعيد امغيب، في تصريحات صحفية، أن الصراع المسلح الجاري بين السودانيين لن يكون فيه أي طرف منتصر، مشيراً إلى أن ما يجري في السودان سيؤثر سلباً على أمن واستقرار ليبيا، محذراً من انخراط عناصر متطرفة من داعش والقاعدة في الصراع بعد هروبهم من السجون.

وأشار امغيب إلى أن الجنوب الشرقي لليبيا يرتبط بحدود مشتركة مع السودان وتحديداً مدينة الكفرة، مطالباً القيادة العامة للجيش الليبي لاتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة أي خطر يهدد مدينة الكفرة جنوب شرقي البلاد، لافتاً إلى أن القيادة العامة تفرض سيطرتها على الحدود الجنوبية ومستعدة للتصدي لأي خطر يهدد الدولة الليبية، مع ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة، من بينها تشكيل غرفة طوارئ للتعامل مع حالات النزوح المتوقعة من السودان.

وكانت وزارة الخارجية السودانية قالت في بيان أمس الاثنين إن قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، أمر بحل قوات الدعم السريع ووصفها بالمجموعة المتمردة، داعياً مقاتليها إلى الانضمام إلى القوات المسلحة.

وقالت الخارجية في البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية “سونا”، إن “الأحداث المؤسفة التي بدأت السبت، نتجت عن تمرد قوات الدعم السريع على القوات المسلحة السودانية في عدد من المواقع بالعاصمة وبعض المدن الأخرى إثر الهجوم الذي بدأته قوات الدعم السريع على مقر سكن رئيس مجلس السيادة الانتقالي ببيت الضيافة المجاور للقيادة العامة للقوات المسلحة”.

وأضافت أن “ذلك الهجوم حدث في ذات يوم الاجتماع المقرر بين البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الأمر الذي يدل على سوء النية من طرف الدعم السريع. وبناء عليه تصدت القوات المسلحة انطلاقا من واجبها ومسؤوليتها الوطنية في تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد لدحر الهجوم وطرد هذه القوات من محيط القيادة العامة وكذلك المقار الأخرى التي حاولت القوات المتمردة الاستيلاء عليها كالقصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون”.

وذكر البيان أن “القوات المسلحة تمكنت من إلحاق الهزيمة بالمتمردين، وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، الأمر الذي اضطر أعداداً كبيرة منهم للاستسلام أو الهروب من ساحة المعركة إلى الولايات المجاورة لولاية الخرطوم”.

وذكرت الخارجية أن المواجهات الجارية “لإنهاء سيطرة فلول الدعم السريع على المواقع الحكومية التي سيطروا عليها، ربما تأخذ بعض الوقت”.

وتابع البيان: “ونتيجة للتمرد، فقد أصدر البرهان قراراً بحل الدعم السريع وإعلانه قوة متمردة على الدولة وسيتم التعامل معها على هذا الأساس”.

وفي بيان منفصل، دعا الجيش السوداني، أمس الاثنين أيضاً، مقاتلي قوات “الدعم السريع” إلى الانضمام للقوات المسلحة.

وقال الجيش السوداني: “ندعو جميع أبناء وطننا من قوات الدعم السريع، الذين قدموا لبلدهم خدمات كبيرة لا يمكن إنكارها، للانضمام إلى القوات المسلحة لخدمة وطنهم في صفوفها، ونحن نربأ بهم أن يكونوا مطية لخدمة أهداف وأجندة لشخص واحد”، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو حميدتي.