هاجم مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني الجهود التي تقودها البعثة الأممية في ليبيا لإجراء الانتخابات ودعم واجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 لتوحيد المؤسسات العسكرية.
وقال الغرياني، عبر قناة “التناصح” التابعة له: “شدة الحملة والهجمة على ليبيا في هذه الأيام لإنهاء ما بقي فيها من بقايا فبراير، هو الذي يجعلني أقبل التعليق على ذلك، المصالحة هنا تعبير غير دقيق وخاطئ وفيه مغالطة، ولا توجد في ليبيا فئات أو حروب عرقية لتصفية قبيلة تريد أن تصفي الأخرى وإنها لا تقبل أن يتولى الحكم قبيلة أخرى، وهذا كلام غير موجود وليس هناك خصومة ضد المناطق”.
ولفت إلى أن ليبيا عام 2012 أجرت انتخابات تشريعية نزيهة واستقر الحكم في 2013، وعندما خرجت مجموعة والتي الخصومة الآن معها خرج خليفة حفتر في عام 2014 وانقلب على السلطة التشريعية المنتخبة وقال إنه يريد يحكم البلاد، وألغى الدستور واعتبره مجمداً وما زال منقلباً منذ ذلك الوقت على الشرعية. بحسب قوله.
وذكر أن استعمالهم للفظ المصالحة في هذا الوقت خاطئ، خاصة في ظل الصورة التي بدأ فيها مشروع الأمم المتحدة واختيار بعض قادة فبراير لزجهم في هذه المسألة مع اللجنة العسكرية 5+5 وتاريخها غير المشرف في مواقفها السابقة المنحازة لحفتر وما يريده الأجنبي من ليبيا.
وأكد أنه من الضروري تسمية الأمور بالمسميات الصحيحة، وفبراير لا يوجد لها خصم إلا حفتر و”المجرمون” الذين معه، ولا يوجد خلاف آخر مع أي فئة أخرى. وفقًا لتعبيره.
وأردف: “المسألة هي خلاف بين جلاد وضحية، الأمم المتحدة وقادة فبراير بدلًا من هذه الجهود الضائعة ونمشي في نفس الحكايات التي تجربها الولايات المتحدة معنا طيلة هذه السنوات، لمَ نضيع أوقاتكم؟ قولوا أنتم تعترفون بأن هؤلاء ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية سلموا المجرمين للعدالة وهذا الذي نريده، إن سلمتم المجرمين للعدالة أهل بنغازي الذي أنتم خائفون عليهم بمجرد أن تسلموا المجرم ومن معه أهل بنغازي المهجرين سيرجعون لبلدانهم، ولا أحد منهم يضطهد. وإن كنتم تريدون الاستقرار الحقيقي في البلاد يجب إقامة العدل، وإن سلمتم هؤلاء للعدالة لن تكون هناك مشكلة وكل الفتن تنتهي”.
وتابع: “الاستقرار ليس الذي تريده الأمم المتحدة كما فعلوه في مصر وسوريا والسودان، هذا الاستقرار للمبعوث الأممي ليتجول في ليبيا ويسوق له، يا أبطال فبراير الأمم المتحدة لا تريد إلا غير هذا الاستقرار أن تكون دولة فاشلة مريضة لا احترام لها وفقيرة ولا إرادة ولا كرامة لها، تبحثون عن لقمة العيش وتدخلون البحار وتموتون غرقًا. الأمم المتحدة لا تريد بنا إلا هذا، لكن الكلام الآخر كله أجوف وفارغ ولا تصدقوه ولا يخدعوكم، وهم يستعملون مع أبطالنا الجزرة والعصا”.
وقال: “تقول إنهم لم يذهبوا للتصالح مع حفتر. إذن، الجالسون معهم من هم؟ هل تعتقد أنهم سيفرطون في حفتر، ويمكن أن يتم اتفاق وحفتر غير موجود فيه؟ مستحيل، هم نفسهم الوفد الذي بعثهم حفتر قالوا: بالنسبة للمشير هو رمز لنا وخط أحمر”.
وشدد على ضرورة إعادة النظر من الذين وصفهم بـ “القادة المخلصين” والذين أبلوا وأعطوا ثمنًا باهظًا للبلاد ليراجعوا أنفسهم ولا يخدعوا من الأمم المتحدة مرة بعد المرة؛ لأنها تريد لليبيا أن تكون كالثورات العربية الأخرى دول فاشلة، لأنهم لو كانوا بريدون الانتخابات فهناك قانون موجود الآن والذي انتخب به المؤتمر الوطني العام.
ورأى أن المجتمع الدولي تفرغ بكل ما أوتي من قوة للثورات التي حدثت في عدد من الدول حتى أجهزوا عليها وأوصلوها لما قبل نقطة الصفر.
واختتم بالقول: “الأمم المتحدة والمجتمع المدني والسفراء تغلغلوا في البلاد وأصبح لهم نفوذ وتأثير ولم يكن إلا صوت واحد، ناس يشعرون بالظلم والاستبداد، النفوس مهيأة ولا يوجد أي مقاومة لما هو موجود في النفوس، الناس مجرد أن سمعت نصًا شرعيًا هبوا هبة رجل واحد، وكان الله خلصنا من المجرم، ولكن بعد المجتمع الدولي جرب الثورات وأنه لو نجحت فيها خطر حقيقي على مشاريعهم كالصهيونية ولتبقى الشعوب المسلمة متخلفة؛ لذلك تفرغوا لهذه الثورات التي فيها خطر عليهم”.