شهدت العاصمة الليبية طرابلس، خلال الأسابيع القليلة الماضية، العديد من التحركات على الأرض، متعلقة بالتنسيق بين مختلف القوى السياسية والعسكرية في ليبيا، من أجل الوقوف على الضوابط التي ستحكم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا، والوصول لصلح حقيقي يُنهي الأزمة التي دامت لأكثر من عقد من الزمان.
وأمس الأحد، استضاف مجمع قاعات فندق ريكسوس بالعاصمة الليبية طرابلس، اجتماعا أمنيا رفيع المستوى من أجل توحيد الجهود لتنظيم الانتخابات، ووضع آليات للتواصل بين الوحدات الأمنية والعسكرية.
ووفقا لما أعلنته وزارة الداخلية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، فقد ترأس الاجتماع وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي، وضم ممثلين عن حكومة الوحدة والقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية واللجنة العسكرية المشتركة “5+5” والممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عبدالله باتيلي، وقيادات عسكرية من شرق وغرب ليبيا.
يعد هذا الاجتماع، هو الأكبر في سلسلة الاجتماعات التي عقدت بين أطراف الأزمة الليبية، على مختلف المستويات السياسية والعسكرية وحتى الاقتصادية، هذا الاجتماع ضم تقريبا جميع الأطراف في الشرق والغرب، كما ضم وفدا كبيرا من القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، وهو ما أعطي الاجتماع أهمية خاصة.
وضم وفد القيادة العامة، كل من وكيل وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، فرج قعيم، ومدير مكتب المشير خليفة حفتر، خيري التميمي، وآمر «اللواء 128 معزز» حسن معتوق الزادمة، وآمر «لواء طارق بن زياد» عمر مراجع، وعضوي اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» مراجع العمامي والمهدي الشريف، بالإضافة إلى باسم البوعيشي.
اجتماعات طرابلس، أفرزت عدد من التعهدات والتوافقات، يرى البعض أن تطبيقها دربا من الخيال في ظل الانقسام المستمر بين القوى السياسية على الرغم من عقد الاجتماعات بشكل دوري وجلوس جميع القوى على طاولة واحدة للنقاش والتباحث أملا في الوصول لنتائج.
اتفق الحضور على أن يتم تنظيم حوار ليبي _ ليبي داخل الأراضي الليبية، وأجمعوا على رفض التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي، والالتزام الكامل بكل ما نتج عن الاجتماعات العسكرية في تونس وطرابلس، فضلا عن نبذ الاقتتال والعنف بكافة أشكاله، ومواصلة العمل في طريق توحيد المؤسسات العسكرية، وحل مشكلة المهجرين والنازحين.
الكلام على الورق جيد للغاية، يرى البعض فيه أملا في الوصول لحلول خاصة وأن الشخصيات التي حضرت تمثل كافة الأطياف والجهات الفاعلة في الأزمة، أما البعض الأخر فغير متفائل، فهو شاهد مثل تلك المشاهد على مدار أكثر من 11 عاما، اجتماعات ولقاءات وتعهدات والنتيجة لا شيء.