حكومات بلا انتخابات.. استنزاف لثروات ليبيا وفشل في تحقيق طموحات الليبيين

0
294

تولت عدة حكومات السلطة في ليبيا منذ أحداث 17 فبراير عام 2011 لكن جميعها جاءت بدون إرادة الليبيين وفشلت في تحقيق طموحاتهم في إعادة الاستقرار إلى البلاد.

وكان يطمح الليبيين في إعادة بناء مؤسسات الدولة التي انهارت عقب سقوط نظام القذافي، وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وتعيش البلاد في أجواء ديمقراطية حرة ونزيهة.

لكن أحلام الليبيين تبخرت أمام الحكومات التي تولت شؤون البلاد التي فشلت جميعها واستنزفت ثروات ليبيا.

وكانت الحكومة الأولى بعد أحداث فبراير، حكومة عبد الرحيم الكيب، التي أدت اليمين الدستورية بعد ما كلفها المجلس الانتقالي الليبي، في 24 نوفمبر عام 2011.

الحكومة الثانية كانت برئاسة علي زيدان، والتي تولت بعد عام واحد فقط من حكومة الكيب، في 14 نوفمبر 2012.

وفي 11 مارس 2014 كلف وزير الدفاع عبد الله الثني، بمهام رئاسة الحكومة لحين انتخاب رئيس وزراء جديد، بعد حجب الثقة عن حكومة زيدان.

وبعد أشهر قليلة في 25 أغسطس 2014 كلف المؤتمر الوطني العام، عمر الحاسي، بعد إقالة الثني، فيما سلم الحاسي فيما بعد رئاسة الحكومة مطلع أبريل 2015 لنائبه خليفة الغويل.

وفي فبراير عام 2016 تشكلت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج بموقع الاتفاق الذي وقع في مدينة الصخيرات بالمغرب يوم 17 ديسمبر 2015 برعاية الأمم المتحدة.

وتسلمت حكومة الوفاق السلطة من حكومة الغويل في غرب البلاد، فيما استمرت حكومة الثني في الشرق بدعم من مجلس النواب الليبي.

وفي فبراير 2021 جاءت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد دبيبة، وفقاً للاتفاق السياسي في ملتقى الحوار الليبي بجنيف واستلمت السلطة من حكومة الوفاق في الغرب، وحكومة الثني في الشرق أيضاً بالتوازي.

وكان يأمل الليبيين أن تقود حكومة الوحدة البلاد إلى العودة لحالة الاستقرار وإجراء الانتخابات كما تم الاتفاق في ملتقى الحوار بشهر ديسمبر 2021، لكنها خيبت آمالهم وفشلت في جميع المهمات التي شكلت من أجلها.

أعلن مجلس النواب انتهاء ولاية حكومة الوحدة، وكلف في فبراير 2022 وزير الداخلية بحكومة الوفاق السابق فتحي باشاغا، برئاسة الحكومة الجديدة.

إلا أن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، أعلن رفضه لإجراءات مجلس النواب وأعلن استمرار حكومته في السلطة لحين إجراء الانتخابات وتسليم السلطة لحكومة منتخبة.

وأمام رفض حكومة دبيبة، المتمركزة في طرابلس رفض تسليم السلطة، أعلن فتحي باشاغا، ممارسة مهام حكومته من سرت وبنغازي، لتعود ليبيا إلى نقطة الصفر، وحالة الانقسام بين غرب وشرق وجنوب البلاد.