ماذا يريد “ملتقى ثوار ليبيا” بعد 12 سنة من الفوضى؟

0
228

لم يتعظ قادة من يسمون أنفسهم “اتحاد ثوار ليبيا” مما تسببوا به من عنف ودخول البلاد في نفق مظلم لا تستطيع الخروج منه حتى الآن.

وفي الزنتان، انعقد مؤتمر يضم الاتحاد بمدينة الزنتان، لدراسة الأوضاع الليبية التي لا تتحسن منذ نحو 12 عاماً، في أزمة فشل الليبيون في الخروج منها حتى الآن بسبب التكالب على السلطة وسيطرة الميليشيات.

لم تكن محاولة الاجتماع الأولى، ففي 5 فبراير، وتحت اسم “اتحاد ثوار ليبيا” تجمع عدد من ثوار الزنتان في محاولة للملمة شتاتهم بحضور المترشح الرئاسي عبدالله ناكر، عقب فشل اجتماعهم يوم الجمعة الماضية والذي دعا إليه المجلس العسكري الزنتان.
وألقى المجتمعون بيانًا أكدوا فيه سعيهم لبناء أول جسم سياسي يضم جميع ثوار ليبيا من

كافة المناطق والمدن الليبية، لافتين إلى أنه سيتم انتخاب رئيس لهذا الاتحاد بعد إتمام العمل على المكاتب قريباً، مطالبين كل الكيانات والجماعات الأخرى التي تؤيد 17 فبراير، أن ينضموا لهذا الاتحاد.

وأضاف البيان: “سنعمل مع الجميع دون استثناء وسنعتمد على الشورى والديمقراطية ودون إقصاء أو تهميش أو استئثار لمجموعة على أخرى.. ما يمر به الوطن من انعدام الاستقرار منذ اندلاع الثورة حتى الآن، هو نتيجة عدم تنظيم الثوار لأنفسهم، فالثوار لم يفكروا في توحيد كلمتهم والبناء من القاعدة وصولا إلى الرأس، بل فكروا”.

وأغفل “ثوار ليبيا” مسببات الأزمة التي لا تستطيع ليبيا الخروج منها حتى الآن، ولا الانقسام المؤسسي الذي يضرب المؤسسات، ولا من توالوا على الحكم.

يقول الكاتب الليبي، ميلاد عمر المزوغي، في مقال بعنوان: “ملتقى ثوار ليبيا في الزنتان.. على ماذا الرهان؟”.. إن من أسس لنظام الفوضى في ليبيا يحتاج أن يعترف أولاً بأخطائه قبل أن يسعى إلى التصحيح.

وأكد أن وجود مجالس محلية عسكرية حتى الآن يدل على أن من توالوا على الحكم لم يؤسسوا لدولة العدل والقانون والتداول السلمي على السلطة، والتي كان ينادي بها الثوار وربما كانت السبب في انتفاضتهم على النظام.

وتسائل: “ماذا عساهم ان يخرجوا علينا عقب ملتقاهم؟ هل سيقومون بمراجعة ذاتية ونقدية بناءة (الاعتراف بالخطأ فضيلة) لما ارتكبوه من أخطاء جسام في حق الوطن من خلال جلب المرتزقة والقوات الأجنبية وإقامة قواعد لهذه الدولة وتلك وتقديم امتيازات لها لمساعدة الأطراف المتنازعة على السلطة وما لحق بالمواطن من ظلم وجور وقتل وتشريد وتدمير لممتلكاته والسعي لتعويضه عن ذلك”.

وأردف: “قد يقول بعض الثوار بانهم لم يكونوا في السلطة؟ اقول ولأنكم القوة الفاعلة وانتم من مهدتم الطريق لهؤلاء الفاسدين والمجرمين، فإنكم مسؤولين بالدرجة الاولى عن كل ما حدث، بقاءكم متفرجين على المشهد لا يعفيكم مما ارتكب من جرائم في حق الشعب، فالذي يبدأ الشيء (التغيير) عليه ان يكمله على أحسن وجه لا أن يتركه للغير يعبثوا به، ويكون التغيير نحو الأسوأ، ليبيا في رأس قائمة الدول الفاسدة مالياً وإدارياً، هناك عوائل نازحة لم يتم إرجاعها إلى أماكنها في أكثر من مكان”.