دائما ما يظهر المسؤولين في المناسبات والمحافل المحلية والدولية بمظهر لائق، يليق بالبلد الذي يمثلونه، فنجد الوزراء في أفضل حُلة وتنطق ألسنتهم بكلمات منمقة ومرتبة ومُعدة مسبقاً، لأن كل كلمة تُحسب عليهم، وتمس دولتهم باعتبارهم واجهتها ويتحدثون باسمها، أيا كان منصبهم الرسمي.
ينطبق هذا الكلام على كل المسؤولين، من صغيرهم لكبيرهم، أما رأس الدولة، أو أكبر مسؤول فيها، فكل كلمة بحساب، لا ينطق عن الهوى، وإنما تُعد كلمته إعداداً مُحكماً، لا يخرج من فمه لفظ تشوبه شائبة، فنجد ذلك في كل الدول، إلا في ليبيا، وبالتحديد الحكومة التي تضع يدها الآن على غرب البلاد.
عبد الحميد دبيبة، رأس حكومة الوحدة الوطنية التي انتهت ولايتها، دائماً ما يظهر بمظهر غير لائق، فينطق بكلمات تُؤخذ عليه، وتُظهره وتُظهر الدولة التي مثلها بأسوأ شكل، فمرة يتلعثم في الكلام، ومرة أخرى يرتجل فينطق بما يجب ألا ينطق به، أما سقطته الأخيرة، كانت التنمر.
تَنمر عبد الحميد دبيبة بشكل مباشر وواضح وصريح، على الكاتب الصحفي الليبي محمد بعيو، فسخر من قصر قامته، ووصفه بطريقة تهكمية لا تليق بشخص عادي، فقال: “كتاب كبار واحد منهم طوله 50 سم ولسانه 30 متر، وتعرفوه من مدينة مصراتة”، كلمات لا تليق ووصف من الصعب تقبله.
ففي بعض الدول، وبالنسبة للمواطن العادي، فإن كلمات كالتي قالها عبد الحميد دبيبة متهكما على الكاتب الليبي محمد بعيو، كفيلة أنه تضعه في السجن وتُكبده غرامة مالية كبرى، ليرتدع عن أسلوبه الساخر من كل ما يخالفه في الرأي ويطلبه بالتعديل.
تلك السقطة لما تكن الأولى، فعبد الحميد دبيبة دائم السقوط في تلك الأخطاء بمختلف المحافل واللقاءات التي يظهر فيها، ففي وقت سابق وصف دبيبة مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض حيدر السايح، بأنه: “مصدر الشائعات المتعلقة بكورونا في ليبيا”.
وسابقاً تجاوز رئيس حكومة الوحدة في حق وزير التعليم العالي عمران القيب، والذي أطلق عليه لقب “كركوبة”، وهو الأمر الذي آثار حالة من السخط بين الليبيين، درجة أن الكثير وصفوا ذلك بأنه “الشعوبية في أبهى صورها”، في حين قال آخرون إنها بعيدة كل البعد عن اللباقة وأنها كانت في غير محلها.