الضرب بحجة التعليم.. من ينقذ أطفال ليببا؟

0
709

كشف مقطع فيديو عن تعرض طفل للتعذيب والضرب المبرح ولعقاب شديد من قبل إمام مسجد في إحدى المدن الليبية، عندما كان يتابع دروساً في حفظ القرآن الكريم. 

المشهد الصادم، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، أظهر شيخ ملتح وهو يعنّف الطفل ويضربه بشكل وحشي وبكل قسوة وبكل قوّته وبشكل متتال على كافة أنحاء جسده بعد تقييده وتعريته.

واستخدم الشخص الملتحي أنبوب بلاستيكي، غير مبال بتوسلاته وصراخه من شدة الألم، داخل قاعة تعليم بأحد المساجد أثناء درس لتعليم القرآن الكريم.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في ليبيا حول الواقعة، داعين إلى ضرورة القبض على المدرس وإلى ضرورة تغيير الأساليب المتبعة في التدريس وتلقين القرآن الكريم للطلاب، واستخدام الأساليب الحديثة التي تخلو من العنف.

وفي يوليو الماضي، نظمت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم في الحكومة ندوة حوارية بشأن آثار العنف المدرسي ضد الأطفال.

وناقش المشاركون في الندوة من قيادات الوزارتين ومراكز الصحة النفسية والمعنيين بالأمر الموضوعات المتعلقة بالعنف ضد الطلاب والتلاميذ وأبعاده، ومعالجات وتقييم آليات التدخل والاستجابة.

وشدد المشاركون على ضرورة نشر الثقافة والتوعية بخطورة العنف وسبل الوقاية منه، فيما تم اختتام أعمال الندوة بمجموعة من التوصيات المؤكدة على وجوب تكاتف الجهود وإشراك كافة الأطراف المعنية بالمعالجة والاهتمام بشريحة الأطفال.

ضرب الأطفال في ليبيا بدعوى التعليم أمر ليس بالجديد، فحذر تقرير سابق للجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، من العنف في مدارس العاصمة الليبية طرابلس كونه تحول إلى وسيلة رسمية لتعليم الطلاب. 

وأشار التقرير الصادر في 2020، إلى أن أعضاء هيئة التدريس يمارسون “الرهاب اللفظي” ويعرضون الطلاب للضرب المبرح، ما أسفر عن حالة كراهية شديدة لدى الطلاب، تجاه التعليم والمدرسة.

وأشارت اللجنة إلى الآثار النفسية التي يخلفها العنف البدني واستخدام الألفاظ البذيئة تجاه الطلاب، مما ساهم في زيادة تردي وسوء قطاع التعليم العام في طرابلس، وأدى إلى زيادة معدلات تسرب الطلاب من المدارس، وخاصة في مراحل التعليم الأساسي.

وكشفت اللجنة الوطنية عن ضعف في الرقابة على المؤسسات التعليمية في طرابلس، مطالبة بضرورة فرض العقوبات والإجراءات الإدارية بحق أعضاء هيئة التدريس المخالفين والمتجاوزين لصحيح القانون.

وأكدت أن العنف البدني واللفظي بحق الطلاب وخاصة الأطفال منهم، يعد فعلا مُجرما في قانون العقوبات والإجراءات الجنائية الليبي، ناهيك عن أنه يمثل انتهاكاً جسيماً للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، والتي تُلزم بضرورة ضمان البيئة الآمنة والمناسبة في التعليم للطفل.

وتنص المادة الأولى من القانون الخاص بقواعد تهذيب الطلاب في ليبيا على أنه “يمنع منعاً باتاً على مديري المدارس والمعلمين وغيرهم من العاملين بالمدارس، استعمال الضرب والعنف بجميع أشكاله ضد التلاميذ والطلاب، وعلى أن من يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية”.