اليوم الدولي للمهاجرين.. في ليبيا لا ثمن لحياتهم

0
99

يحتفل العالم باليوم الدولي للمهاجرين في 18 ديسمبر من كل عام، رغبة في تسليط الضوء على حقوق المهاجرين والتحديات التي يواجهونها، فضلاً عن إسهاماتهم في المجتمعات التي يعيشون فيها.

وبلغ عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم 103 ملايين شخص، وهو رقم غير مسبوق، وفقا لتقرير عام 2022 الذي أصدرته مؤسسة المهاجرين التابعة لمؤتمر الأساقفة الإيطاليين، حيث تضاعف عما كان عليه قبل 10 سنوات.

وقال مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، إنه في الفترة من 4 إلى 10 ديسمبر 2022 تم اعتراض 1.079 مهاجراً وإعادتهم إلى ليبيا. 

وتتواصل معاناة المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، حيث يتم احتجازه في مراكز وسجون تابعة لميليشيات في غرب ليبيا، وهو الأمر دفع منظمات دولية لإقامة دعاوى قضائية أمام المحكمة الدولية، لمعاقبة المتورطين. 

وقبل أيام قالت مؤسسة المهاجرين، إن الوضع الاستثنائي في البحر المتوسط لا يزال يجعل منه بحراً مميتاً، ومع نهاية أكتوبر 2022، كان التقدير الأدنى للاجئين والمهاجرين الذين ماتوا أو فقدوا في البحر المتوسط أقل بقليل من 1800 شخص. 

ودفع المهاجرون الذين حاولوا عبور وسط البحر المتوسط، على طول الطريق المؤدي إلى إيطاليا ومالطا، ثمنا أعلى، إذ تم تسجيل 1295 قتيلا ومفقودا، مقابل 172 قتيلا ومفقودا في غرب البحر المتوسط، و295 على طول الطريق الشرقي. 

ورصد التقرير أن عام 2021 شهد سجلا محزنا للمهاجرين الذين اعترضهم خفر السواحل الليبي، وتمت إعادتهم أو ترحيلهم كجزء من آلية منظمة للبؤس والأعمال التعسفية والقمع والابتزاز والعنف، حيث وصل عددهم 32400 مهاجر، مقابل 11900 في عام 2020.

ومنذ عام 2017، وتحديداً منذ توقيع المذكرة الإيطالية الليبية بشأن التعاون لمكافحة الهجرة والإتجار بالبشر، بلغ عدد الذين تم ترحيلهم من قبل ليبيا 104500 مهاجر، و118 ألفا منذ عام 2016.

وفق مؤسسة المهاجرين. 

في نوفمبر الماضي، قالت وكالة فرانس برس الفرنسية، في تقرير لها إن هناك تهديدات من خفر السواحل الليبي الذين يستخدمون زوارق إيطالية، هددوا المهاجرين بقصفهم بالصورايخ. 

وجاء في التقرير: “ابتعدوا عن (المياه) الإقليمية الليبية، وإلاّ سنطلق عليكم صواريخ سام (أرض جو)”. وأن هذا التقرير صدر عن “فزان” أحد زوارق الدورية التي قدمتها إيطاليا لليبيا لاعتراض المهاجرين الذين يحاولون مغادرة البلاد التي مزّقتها الحرب.

وأعلنت منظمة حقوقية ألمانية تنشط في مجال الدفاع عن المهاجرين عن رفع دعوى جنائية لدى المحكمة الجنائية الدولية ضد مسؤولين أوروبيين بارزين بتهمة التآمر مع خفر السواحل الليبية من أجل التصدي وقمع المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط. 

واتهمت المؤسسة رئيسة السياسة الخارجية السابقة في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني، بالإضافة إلى وزيري داخلية إيطاليا الحالي والسابق، ورئيسي وزراء مالطا الحالي والسابق. 

واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” و”بوردر فورينزيكس”، وكالة الحدود التابعة لـ “الاتحاد الأوروبي “فرونتكس”، للمراقبة الجوية بغية تمكين خفر السواحل الليبي من اعتراض قوارب المهاجرين، بالتواطؤ مع خفر السواحل الليبي في انتهاكات المهاجرين. 

وأكدت أن المهاجرين وطالبي اللجوء سيواجهون انتهاكات ممنهجة وواسعة النطاق عند إعادتهم قسراً إلى ليبيا.

وأكدت المنظمتان إن تحليل البيانات المتاحة يدعم الاستنتاج بأن نهج وكالة الحدود الأوروبية ليس مصمما لإنقاذ الأشخاص المنكوبين، بل لمنعهم من الوصول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي.

وورد في التقرير الأخير لمكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الصادر بعنوان “لا طريق إلا بالعودة: المساعدة على العودة وإعادة الإدماج وحماية حقوق الإنسان للمهاجرين في ليبيا”، وجود عمليات قتل، وتعذيب، وابتزاز، واستعباد، وكثير من الأهوال التي يعيشها المهاجرون وطالبو اللجوء في ليبيا ضمن مراكز الاحتجاز التابعة للداخلية الليبية.

ويجبر المهاجرين على الموافقة على العودة بمساعدة، هربا من الاعتداءات والاحتجاز التعسفي والتهديد بالتعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي والاختفاء القسري والابتزاز، وغيرها من الانتهاكات والتجاوزات لحقوق الإنسان.

وحذر التقرير من أنه بمجرد وصول المهاجرين إلى ليبيا، فإنهم يخاطرون بالتعرض بشكل منهجي للتجريم والتهميش والعنصرية، ويواجهون مجموعة واسعة من الانتهاكات لحقوقهم من قبل كل من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية.

ويسيطر على مراكز احتجاز المهاجرين في غرب ليبيا ميليشيات ومهربو بشر، وفي أكتوبر الماضي، قتل 15 مهاجرا غير شرعي، رميا بالرصاص، على أيدي مهربيّن، داخل القارب الذي كان يقلّهم، قبل إضرام النار في جثثهم، على ساحل مدينة صبراتة الليبية، غرب البلاد.

وقال الهلال الأحمر الليبي، إنه بعد العثور على قارب على متنه جثث متفحمة وجثث خارج القارب سليمة عددها 15 جثة، انتقل متطوعو الهلال الأحمر الليبي فرع صبراتة إلى المكان وتم انتشال جميع الجثث ووضعها بثلاجة المستشفى لاستكمال باقي الإجراءات القانونية.

ووصفت لجنة الإنقاذ الدولية حادثة مقتل المهاجرين غير الشرعيين على ساحل مدينة صبراتة، بـ”الصادمة”، وطالبت بتوسيع عمليات الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط لحمايتهم.

وتتكرر حوادث قتل المهاجرين على أيدي عصابات التهريب في ليبيا، وسبق أن قتل مهربّون 12 مهاجراً غير شرعي في مدينة بني وليد، رميا بالرصاص، عندما كانوا يحاولون الفرار، كما لقي عشرات المهاجرين الآخرين حتفهم، اختناقا في شاحنة نقل مغلقة في مدينة زوارة، بسبب طول فترة بقائهم داخلها.