سرطان في 27 مصنع دقيق ومخبز ليبي.. فمن المسؤول؟

0
212

كشفت نتائج التحاليل للعينات التي جمعها النائب العام الليبي من مصانع الدقيق والمخابز من جميع أنحاء ليبيا وجود مادة برومات البوتاسيوم المحظور استيرادها في 27 موقعاً.

وذكر المكتب الإعلامي للنائب العام في بيان أن النيابة العامة كانت جمعت 600 عينة من القمح والدقيق وغير ذلك من المواد الداخلة في صناعة الخبز والمعجنات وتحريزها، لإجراء تحليل نوعي لها بعد ورود تقارير عن استخدام مادة برومات البوتاسيوم على نطاق واسع.

وأكد أن نتائج التحاليل التي أجراها في بيت الخبرة الألماني أثبتت استعمال مادة برومات البوتاسيوم في صناعة الدقيق والخبز بنسب غير آمنة من قبل القائمين على هذه الصناعة في عدة بلديات، في 27 موقعاً.

كما أجرت النيابة العامة تدابير قضائية أخرى بهدف التأكد من سلامة الغذاء والتحقق من توافر الاشتراطات المطلوبة في محال ممارسة المهن ذات الصلة باستعمال الدقيق، والتي كشفت عن وجود مخالفات جسيمة، أغلقت بموجبها 232 مخبزاً، ووجهت اتهامات لـ411 شخصاً لعدم الالتزام بالاشتراطات الصحية.

ومادة برومات البوتاسيوم هي مركب كيميائي ومادة مؤكسدة قوية جداً، تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والبوتاسيوم، تم اكتشافها وتسجيل براءة اختراعها لأول مرة في عام 1914.

وكانت مادة برومات البوتاسيوم تستخدم كمادة محسنة للخبز، فعند إضافتها إلى الدقيق، تقوي العجين وتساعد على انتفاخ الخبز وتسرع عملية صنعه، فكان أصحاب المخابز يستخدمونها لتسريع عملية التخمير وإضفاء لون ذهبي على الخبز.

وأوقفت عشرات الدول حول العالم استخدام برومات البوتاسيوم، بعد اكتشاف تسببها في بعض المضاعفات الصحية، وإصابة المواطنين بالعديد من الأمراض مثل سرطان الغدة الدرقية والجهاز الهضمي والبروستاتا وتأثيرها على الكبد ومرضى القلب وضغط الدم، بجانب خطورتها على صحة الحوامل والأطفال، فهي واحدة من أهم العوامل التي تصيب الأطفال بالسمنة.

وكان تقرير للمركز الليبي المتقدم للتحاليل الكيميائية، أثار ضجة بليبيا أغسطس الماضي، بعدما أكد استخدام المخابز والمطاحن لمادة برومات البوتاسيوم المسرطنة في الخبز بنسب عالية.

إلا أن مركز الرقابة على الأغذية والأدوية الليبي، نفى الأخبار المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود مادة برومات البوتاسيوم في مادة الدقيق بالسوق المحلي.

وقال إن فريـق مـن العناصـر الوطنية المتخصصة بفرع طرابلس تولى إجراء الاختبارات والتحاليل على عينات تم سحبها، وتوصـل إلى نتائج تفيـد بأنها خاليـة تماماً من برومات البوتاسيوم.

وتعاني ليبيا من انفلات أمني منذ أحداث فبراير عام 2011 ومستمر في الغرب الليبي حتى الآن، مما تسبب في غياب دولة القانون ولجوء أصحاب النفوس الضعيفة لطرق ملتوية لتحقيق مكاسب مادية.

ورغم إصدار وزارة الاقتصاد والتجارة قرار بمنع استيراد مادة “برومات البوتاسيوم” ومنعها أصحاب المطاحن ومصانع الحلويات والمعجنات، استخدامها أو التعامل بها تحت أي شكل من الأشكال، إلا أنها لازالت تستخدم وهو الذي أكده النائب العام في بيانه.

ويرى مراقبون أن غياب الدور الرقابي من المؤسسات الليبية التي تعاني من الانقسام بسبب الصراعات السياسية إلى جانب انعدام الأمن وسيطرة الميليشيات على مقاليد الأمور في غرب ليبيا كانت أسباب رئيسية في جلب مادة برومات البوتاسيوم رغم حظرها إلى البلاد واستخدامها في صناعة الخبز.