من المسؤول عن وفاة أطفال مرضى السرطان في بنغازي؟

0
918

تعيش ليبيا على وقع الصراع بين السياسيين للاستحواذ على السلطة والانقسام في مؤسسات البلاد بين الشرق والغرب، والتي يدفع ثمنه في النهاية المواطن الليبي.

كان آخر ضحايا الانقسام والصراع السياسي في ليبيا أطفال أبرياء مصابون بأكثر الأمراض فتكاً بالإنسان وهو مرض السرطان.

وأمس الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب، وفاة تسعة أطفال مصابين بأورام السرطان في مستشفى طب وجراحة الأطفال بنغازي.

وقالت الوزارة إنها قررت إيفادهم للعلاج في الخارج منذ شهرين، إلا أن هذا لم يحدث بسبب تأخر الإجراءات المصرفية، ومنها سياسة مصرف ليبيا المركزي، في عدم الموافقة على فتح الاعتمادات المستندية للمستشفى، وذلك لصالح مركز الحسين التخصصي بالمملكة الأردنية.

وكانت وزارة الصحة دعت الجهات التشريعية والرقابية التدخل لإلزام المصرف المركزي بفتح الاعتمادات المستندية اللازمة، وفي أسرع وقت ممكن، لإيفاد الأطفال المصابين بالأورام إلى الخارج لتلقي علاجهم المطلوب، وأعلنت إخلاء مسؤوليتها من أي تأخير في هذا الصدد.

وفي 11 سبتمبر الماضي، قرر وزير الصحة بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، عثمان عبدالجليل، علاج 61 طفلاً من مرضى الأورام وزراعة النخاع بالخارج، وذلك خلال زيارته المستشفى في بنغازي، رفقة وزير المالية والتخطيط بالحكومة المكلفة أسامة حماد.

وطالب وزير التخطيط والمالية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، في خطاب موجه للنائب العام، الصديق الصور، محاسبة المسؤولين عن وفاة أطفال مرضى السرطان في مدينة بنغازي.

وقال حماد، في خطابه إنه تلقى إخطاراً من مستشفى طب وجراحة الأطفال بنغازي يوم السابع من نوفمبر الجاري، بشأن عدم إتمام مصرف الجمهورية إجراءات فتح الاعتماد المستندي اللازم لتحويل المبلغ المخصص من وزارة التخطيط والمالية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب لعلاج الأطفال في مركز الحسين بالأردن، ما أدى إلى في تردي حالتهم الصحية ووفاتهم في النهاية.

وأكد حماد، أن وزارة التخطيط حولت في 13 سبتمبر الماضي خمسة ملايين دينار إلى الحساب المصرفي لمستشفى طب الأطفال بنغازي بمصرف الجمهورية الفويهات، خصماً على مخصصاته بالباب الثاني بالميزانية العامة المعتمدة للسنة المالية الجارية للعلاج بالخارج، وذلك ليتسنى للمستشفى فتح اعتماد مستندي لصالح علاج الأطفال، لكن مصرف الجمهورية لم يتمم إجراءات فتح الاعتماد.

ورغم اعتماد ميزانية الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، لم يوفر المصرف المركزي بطرابلس مخصصاتها المالية حتى الآن، وما تحصلت عليه من فرع المصرف في بنغازي يعد مبلغاً بسيطاً مقارنة باتساع نطاق عملها بكامل الشرق والجنوب الليبي، ما جعلها عاجزة عن لتأمين جميع ما يحتاجه المواطنين من خدمات لتحسين أوضاعهم المعيشية.

حتى قبل تكليف حكومة باشاغا، كان جنوب وشرق ليبيا يعاني التهميش من حكومة الوحدة، المتمركزة في غرب ليبيا، والتي فشلت في توفير الخدمات العامة للمواطنين والرعاية الصحية.

ويرى مراقبون أن مسؤولية وفاة أطفال مرضى السرطان في بنغازي، يتحملها كافة المسؤولين السياسيين سواء في الشرق أو الغرب، فكلاهما انشغل بالصراع على السلطة بدلاً من توفير الخدمات العامة وتخفيف العبء عن المواطنين.