لا أحد في العاصمة الليبية آمن.. انطق الشهادة فلا ضمانة للعودة

0
327

لا أحد في العاصمة الليبية آمن، فقد تأتيك رصاصة إن كنت تسير في الشارع أو خارج من صلاتك، وحتى لو كنت واقفاً تتسامر مع الرفاق، عليك فقط أن تتوضاً وتغتسل قبل الخروج، فلا ضمانة لعودتك سالماً.


أمس، أنهى مقذوف طائش حياة شاب يدعى مهند محمد بلعيد، داخل سيارته بعد أدائه صلاة العصر بمنطقة النوفليين في العاصمة طرابلس، ليفارق على الفور الحياة.

الرصاصة مجهولة المصدر، لكن تقارير وصحف ليبية نقلت عن شهود عيان، قولهم إن مكان الرماية كان من معسكر 77 التابع للميليشيات في غرب ليبيا.

الحال في مدن الغرب لا يختلف كثيراً، ففي الزاوية، اغتال أشخاص مجهولون شابين يدعيان علي التريكي ومنذر حماد رمياً بالرصاص، في منطقة المطرد غرب المدينة قبل أن يلذوا بالفرار.

إن نجوت من الرصاص، قد لا تنجو من الخطف والاختفاء القسري، فعلى مدار سنوات تزايدت في عمليات الخطف والاعتقالات في غرب ليبيا، وهو ما يظهر من البيانات المتكررة لوزارة الداخلية، عن ضبط عصابات وأفراد متورطين في جرائم خطف وابتزاز العمالة الوافدة.

وفي أواخر أكتوبر الماضي، اغتيل رئيس مركز شرطة ظاهر الجبل عبدالسلام عبدالله عبدالنبي من قبل مجهولين، وقبله بأيام فقط، اغتيل أحد عناصر الشرطة في نفس المدينة.

وعلى مدار الأعوام الماضية، شهدت مدن غرب ليبيا، سلسلة من الاغتيالات دون توقف، وعلى الرغم من ذلك يحدث تحت مرأى ومسمع من الجميع، إلا أن من هم على رأس السلطة لا يحركون ساكنا لمعرفة الجناة، ولا تتحرك الجهات الأمنية لضبطهم أو الإعلان عن أسمائهم.

وفي أكتوبر الماضي، تم اختطاف صلاح عبد السلام، المدير التنفيذي السابق لمفوضية المجتمع المدني بالمجلس الرئاسي الليبي، بوسط العاصمة الليبية.

وقالت مؤسسة اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، إن هناك تقارير عن ضلوع مسلحين تابعين لإحدى الجهات الأمنية بخطف عبد السلام، بمنطقة رأس حسن في وسط مدينة طرابلس، حيث تم فقدان الاتصال به، ولم يتم التعرف على هوية الجهة الأمنية التي خطفته، وحتى الآن لا يزال مصيره مجهولاً.

وجاءت ليبيا في الترتيب الرابع عربياً، والعشرين عالمياً، ضمن البلدان الأعلى في مستويات الجريمة المنظمة، بحسب تقرير مؤسسة المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة (GLOBAL INITIATIVE).

واعتمدت المؤسسة بمؤشراتها في أحدث تقرير لها عن ليبيا على عوامل عدة، أبرزها الاتجار بالبشر وغسل الأموال وتجارة المخدرات والجرائم المتعلقة بالحياة الحيوانية والنباتية وتهريب البشر وتجارة السلاح.

ووفق التقرير، جاءت ليبيا في المرتبة الأخيرة عالمياً من حيث درجة الصمود ضد الجريمة المنظمة، وهو ما يعكس عدم قدرة الدولة على مواجهة آفة الجريمة.

ولا يمر أسبوع إلا وتحدث جريمة قتل بإحدى المدن أو المناطق، إما تسجل ضد مجهول أو يلقى القبض على مرتكبها، وبلغ عدد من قتلوا خارج نطاق القانون 173 شخصاً خلال الفترة من بداية العام وحتى نهاية شهر مايو 2022، في ظل انتشار السلاح وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على احتكار حيازة السلاح في مؤسساتها الشرطية والعسكرية، الأمر الذي ضاعف من أعداد جرائم القتل.

واحتلت ليبيا في تصنيف المؤشر للفترة التي تخص منتصف هذا العام، المرتبة الأولى بمنطقة شمال أفريقيا، والثالثة عربياً بعد سوريا والصومال والـ25 على مستوى العالم في معدل الجرائم، بحسب مؤشر الجريمة الخاص بموسوعة قاعدة البيانات “نامبيو”.


وسجلت ليبيا نسبة 60.5 % بمعدل الجريمة، وهي نسبة تُعتبر عالية، بينما سجلت 39 % بمعدل الأمان، في حين سجلت نسبة الجريمة خلال السنوات الثماني الماضية أرقاماً مرتفعة، كان أقلها عام 2017 بنسبة 54 %، وأكثرها سوءاً العام 2015 بنسبة 70 %.