منذ اندلاع أحداث فبراير 2011 في ليبيا، دخلت البلاد في دوامة الصراعات، وتعدد تلك الصراعات وأشكالها ولكن بقي الهدف واحد، الوصول للسلطة، ووقفت الأزمة صامدة أمام كل الحلول، فاستمر الصراع لأكثر من عقد، ومازال مستمرا.
وجد الليبيون في المناقشات واللقاءات حلا للأزمة، بعدما فشلت الحلول العسكرية في حلها، خاصة مع دخول أطراف خارجية بالدعم غير المباشر، أو بالتدخل المباشر، ولكن تلك اللقاءات والمناقشات لم تؤتي بثمارها، على الرغم من كثرة عقدها.
تبنت العديد من الدول على مدار السنوات العشر السابقة، الحوار والنقاشات بين الأطراف المتصارعة في الأراضي الليبية، بل أن الدول الداعمة لتلك الأطراف جلست على طاولة المناقشات، ولكن كل ذلك دون جدوى.
ولعل أبرز اللقاءات التي شهدتها السنوات الأخيرة من عهد دولة ليبيا، اللقاءات العديدة بين رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة الاستشاري، خالد المشري، وعلى الرغم من جدية تلك الخطوة في كل مرة، إلا أنها لم تثمر عن شئ .
ففي وقت سابق، استضافت المغرب اجتماعات ومباحثات بين الطرفين، بصفتهما رئيسي مجلسي النواب والدولة الاستشاري، أحدها ناقش تغيير المناصب السيادية والأخرى تناولت دفع الأزمة الليبية نحو الحل لكن كلها باءت بالفشل.
استضافت المغرب أيضا، أمس الخميس، لقاءا بين عقيلة صالح وخالد المشري، لمناقشة ملف المناصب السيادية والقاعدة الدستورية، على أمل أن تثمر عن شيء، ولكن حتى الآن لم تخرج أي أخبار إيجابية من الطرفين بالوصول لحلول بشأن القضايا المطروحة.
تستمر الأزمة الليبية، ويستمر الصراع الكبير بين الأطراف المتنازعة، في الوقت الذي حققت فيه أطراف خارجية استفادة كبرى من هذا الصراع، بل أن بعضهم عقد الشراكات والاتفاقيات للاستفادة من خيرات البلاد، وكان أخرهم ليبيا، بينما تُعقد اللقاءات فقط، دون حلول.