”النبيذ الإنجليزي“ بحراسة سلفية الردع في طرابلس الليبية

0
165

طوقت عربات عسكرية مدججة بالأسلحة، وعناصر مسلحين يحملون شعار على أكتاف بزاتهم وعرباتهم “قوة الردع الخاصة”، طريق الشط بالقرب من قاعدة أبوستة، يوم الأربعاء، لتأمين زيارة رسمية لسفينة الإنزال الحربية “اتش ام اس البيون” الإنجليزية.

وقالت السفارة البريطانية، على حسابها على تويتر، إن المملكة ملتزمة بالعمل مع جميع شركائها في ليبيا، من أجل تعزيز الاستقرار، دون توضيح تفاصيل عن نوع الاستقرار الذي يمكن أن تقدمه زيارة سفينة حربية إلى ليبيا.

 وأضافت البعثة، أن طاقم السفينة يتطلع إلى “يوم مميز” مع نظرائهم في البحرية الليبية.

مليشيا الردع تتخذ شرعيتها من المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي، الذي اختير ضمن محادثات سياسية في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، المليشيا هي أحد الجماعات المسلحة التي تسيطر على العاصمة طرابلس منذ تأسيسها بسنوات قليلة من الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي.

كانت الردع، بقيادة عبدالرؤوف كارة، أو الشيخ كما ينادونه عناصر المليشيا، تتخذ شرعيتها من وزارة الداخلية في الحكومات السابقة.

كما شارك في قيادتها محمود حمزة، الذي يقود الآن جماعة مسلحة أخرى تدعى ٤٤٤ بشرعية عسكرية في وزارة الدفاع، التي يشغل منصبها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد دبيبة، التي جاءت هي الأخرى ضمن المحادثات في جينيف.

يرجع انتقال الردع بين وزارة الداخلية تارة، ووزارة الدفاع تارة أخرى، إلى الفوضى التي تعيشها ليبيا منذ سقوط النظام السابق، حيث تعيش البلاد تحت رحمة الميليشيات المسلحة.

وقال المواطن عبدالعزيز بن شتوان، في تصريحات خاصة لصحيفة الشاهد: “بكل تأكيد عندما نرى عناصر مسلحة لحراسة مقر للدولة، نعرف أن هناك زيارة رسمية لحمايتها، ولكن الغريب أن تكون كل هذه الحراسات عندما تندلع الاشتباكات وتدمر حياة المواطن الليبي”.

“يبدو أن طعم النبيذ الإنجليزي ليس بحرام شرعا بحسب فتاوي سلفية الشيخ كارة، لا يمكن للردع أن تنهي عن فعل وتأتي بمثله”، هذا ما أضافه بن شتوان البالغ من العمر 45 عاما.

وبعد ما أن انتشرت صورا لحفل أقيم في قاعدة طرابلس البحرية لشخصيات ليبية، يتبادلون أطراف الحديث مع طاقم السفينة، حتى انهالت عليهم موجة من الغضب والانتقاد الحاد بسبب ظهور طاقم السفينة البيون يحملون كؤوس النبيذ.

وجه العديد من الليبيين انتقادات لاذعة لمليشيا الردع، على خلفية انتشار صورا للقوات البحرية الملكية البريطانية، وهم يحتسون النبيذ، بينما عناصرهم يقومون بحراسة الحفل على خلاف ما يدعون في عملهم في محاربة تعاطي الخمور والمخدرات وبيعها في طرابلس وبعض من مدن الغرب الليبي.

عُرفت مليشيا الردع عن عملها في تنفيذ عمليات ضد مروجي المخدرات، ونشر مقاطع فيديو مصورة لهم وهم يرتدون زي أزرق يتلون اعترافات دون تحوليهم إلى النيابة العامة.

وذكرت صحيفة الشاهد فيما سبق شهادات صادمة عن سجن مليشيا الردع في قاعدة معيتيقة التي تُسيطر عليه الآن قوات من تركيا، وجزء من القاعدة يستعمل كمطار مدني بعد أن تم تدمير مطار طرابلس الدولي عام 2014 في حرب أهلية.

على الرغم من ذلك، تنتشر مقاطع فيديو لعناصر مليشيا الردع على منصة التيك توك، وهم في حالة سُكر في حفلات ليلية خاصة، وتوجه لهم تعليقات قوية أن كيف لكم فعل ذلك وأنتم تدعون محاربة هذه الظواهر الهدامة، فيكون الرد: “نحن الردع ويمكننا فعل ما يحلو لنا”.

وقالت مصادر أمنية من مطار معيتيقة فضلت عدم ذكر اسمها لأسباب أمنية، إن سيطرة الردع على منفذ معيتيقة هو السبب الرئيسي في تهريب العملة من السوق السوداء بطريقة غير شرعية يوميا دون رادع.

”إذا تم الإعلان عن مصادرة أموال أو مشروبات كحولية، يرجع ذلك إلى عدم مشاركة الردع في التهريب، وأخذ جزء من صفقة التهريب، فيتعرض كل من يحمل هذه المواد للقبض والتعذيب حتى تتم القسمة، ولكن إن كانت القسمة قد تم التوافق عليها مسبقا، يخرج المهرب بكل سهولة من المنفذ دون أي قيود أو خوف بحراسة من يدعون أنهم سلفية”، هذا ما أضافه أحد أعضاء مليشيا الردع لصحيفة الشاهد، طالبا عدم ذكر اسمه خوفا من الانتقام.

وقال البعض في منصات التواصل الاجتماعي، كيف يتم إلغاء زيارة المكتبة العائمة لوجس هوب بدعوة أنها تدعوا إلى النصرانية، الأمر الذي يهدد العقيدة الشرعية لدولة مسلمة، بحسب السلطات في طرابلس ومصراتة، ولكن الآن نرى المسؤولين واقفين يحتسون النبيذ الإنجليزي بحراسة السلفية.

وكان من بين الحضور من الطرف الليبي، نجلاء المنقوش وزير خارجية حكومة الوحدة الوطنية، والصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي، وموسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي، وأعضاء من البرلمان.

وتسائل العديد عن سبب حضور محافظ البنك المركزي لمثل هكذا حدث ذو طابع عسكري.

وذكرت العديد من الصفحات على موقع الفيسبوك أن ماحدث ”وصمة عار“ في تاريخ ليبيا، كما انتشرت صورا لجنود ليبيين أثناء حراستهم للسفينة البيون.

ووصفت عضو الحوار السياسي المدعوم من الأمم المتحدة، وعضو البرلمان السابق، السيدة اليعقوبي عبر حسابها في تويتر اليوم الخميس: “ما حدث يوم الأمس من تواجد سياسيين وموظفين في الدولة كمحافظ مصرف ليبيا للمركزي ومشاركتهم في احتفال واستقبال سفينة الإنزال البريطانية في قاعد أبو ستة وصمة عار ومهزلة ستسجل في تاريخ ليبيا”.