دبيبة يلجأ إلى “الغرياني” أكبر داعمي الإرهاب في ليبيا.. فما الهدف؟

0
449

في مشهد يكشف حجم التقارب بين رئيس حكومة الوحدة المنتهية عبد الحميد دبيبة ومفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني، ظهر الأول مشاركاً في عقد ابنة الثاني، بمسجد مراد آغا في تاجوراء.

المناسبة ضمت كثير من الحلفاء، على رأسهم رئيس ديوان المحاسبة خالد شكشك ورئيس هيئة الرقابة الإدارية سليمان الشنطي، ورئيس المؤتمر الوطني السابق نوري بوسهمين، وغيرهم من المؤيدين لبقاء دبيبة في السلطة.

ويعد هذا اللقاء هو الثاني في خلال أيام بين الغرياني ودبيبة، ما يؤكد حجم التقارب والسعي لإتمام مخطط يرعاه المفتي المعزول، الذي يحظى بمكانة بين المتطرفين في غرب ليبيا.

ويسعى دبيبة لتقوية جبهته أمام الحكومة الليبية المكلفة من مجلس النواب، برئاسة فتحي باشاغا، واستخدام السلاح، وذلك من ضم إرهابيي ومتطرفي العاصمة من أعضاء الجماعات المتطرفة والانضمام لميليشياته لصد أي محاولات لدخول العاصمة طرابلس.

ومنذ عودة الغرياني إلى ليبيا، ظهر بفتاوى محرضة ضد مخالفي دبيبة، فحرضه على إعلان الحرب على شرق ليبيا وقتال حكومة فتحي باشاغا والجيش الوطني الليبي، من أجل ما أسماه تحرير الحقول النفطية، وعدم السكوت عن ذلك والتهاون مع من زعم أنهم تسببوا في خسارة كبيرة للبلاد تقدّر بالمليارات.

وقال الغرياني: “هؤلاء لا تجوز معهم المصالحة وإنما لابدّ من إقامة القصاص وإيقاع العقوبة الشرعية عليهم وأنّه يجوز قتالهم حتى ينتهوا، وأنه لن يسمح لأحد بأن يقول إن ذلك يعتبر إراقة للدماء، لأن إراقة دمائهم سينهي دماء أكبر.


وأفتى الغرياني بحرمة التعاون مع حكومة فتحي باشاغا، زاعماً أنّ ذلك سيغضب الله، وهو بيان نشرته دار الإفتاء، مستخدماً جزءً من الآية 2 من سورة المائدة “ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”.


وأظهر البيان مدى سيطرة الغرياني على دار الإفتاء على الرغم من عزله من قبل مجلس النواب الليبي في نوفمبر 2014، وإعادة تمكينه منها بإيذان من دبيبة، متجاهل قرارات البرلمان.


وتكشف المخطط في محاولات الغرياني لشرعنة مخططات دبيبة، ومنها حلّ البرلمان ومجلس الدولة الاستشاري، وإجراء انتخابات برلمانية فقط، وأيضاً تواجد الميليشيات في طرابلس لحماية رئيس الحكومة المنتهية.

طالب الغرياني كلاً من المؤسسة الوطنية للنفط، ومصرف ليبيا المركزي بالتعاون مع حكومة دبيبة فقط، والتخلص مما وصفه بـ”الهيمنة الأجنبية والمحلية”.


ولجأ دبيبة للغرياني من أول دخوله ليبيا لإثبات الشرعية، بعدما فقد كافة حظوظه في الشارع الليبي أو لدى المجتمع الدولي.


الأمر زاد سوءً مع تواجد طرف التحالف الثالث، وهو أمير الجماعة الليبية المقاتلة عبدالحكيم بلحاج في طرابلس، ويفضح ذلك تماسك القوة الميليشياوية في طرابلس، مع محاولات الدخول المتكررة من قبل حكومة باشاغا.


ولم تكن عودة الغرياني وبلحاج في توقيت متزامن محض صدفة، إلا أنها جاءت بعد اتصالات مكثفة قادها مسؤول الاتصال مع المتطرفين -وليس السياسي كما يسميه دبيبة- في محاولة الإنقاذ الأخير لرئيس الحكومة المنتهي.