المثلث المقلوب.. دور الميليشيات في تعميق الأزمة الليبية

0
315

تجرى العادة في كل بلاد العالم أن يتبع العسكريين، القادة السياسيين في الدولة، إلا أن الأوضاع في ليبيا مثل المثلث المقلوب، والقادة السياسيين في الغرب الليبي هم من يتبعون الميليشيات المسلحة.

ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عقب أحداث فبراير عام 2011 سيطرت الميليشيات على غرب ليبيا بعد انهيار الجيش ومؤسسات الدولة.

وحاولت الميليشيات والجماعات المتطرفة السيطرة على جنوب وشرق ليبيا، إلا أن الجيش الوطني الليبي استطاع التصدي لهم.

وتعد حالة الفوضى وعدم الاستقرار هي البيئة المناسبة التي تستطيع أن تحيا فيها الميليشيات، فبمجرد قيام الدولة سينتهي وجودها، كما سينتهي الحال بعناصرها في السجون لتورطهم في العديد من الجرائم.

وبالطبع تسببت الميليشيات في إفشال العديد من الاتفاقيات التي يتوصل القادة السياسيين في البلاد وتعميق الأزمة الليبية.

وفي الوقت الحالي تسيطر الميليشيات على حكومة الوحدة في غرب ليبيا، وكانت الدافع الأول لإعلان رئيسها عبد الحميد دبيبة، رفض تسليم السلطة امتثالاً لقرار مجلس النواب بعد ما وفرت له القوة والحماية.

وكان مجلس النواب الليبي أعلن انتهاء ولاية حكومة الوحدة بعد فشلها في إجراء انتخابات ديسمبر الماضي، وكلف حكومة جديدة في مارس الماضي برئاسة فتحي باشاغا، لقيادة مرحلة انتقالية لحين إجراء الانتخابات.

وتسيطر الميليشيات في القرار السياسي في غرب حتى قبل انتهاء حكومة الوحدة، فعندما طالبت نجلاء المنقوش في بداية توليها المنصب بحل الميليشيات، هاجمتها عبر لجانها الإلكترونية، وهددت في بيانات بمنعها من دخول العاصمة.

وما بين الحين والآخر، تندلع بين الميليشيات المتناحرة على النفوذ والسلطة في الغرب الليبي اشتباكات مسلحة تقع بسببها العديد من الخسائر في الأرواح والممتلكات العامة والخاصة.