الولايات المتحدة تناست قتلة سفيرها في ليبيا.. لماذا تدعمهم الآن؟

0
333

يبدو أن 10 أعوام كانت كفيلة على نسيان الإدارة الأمريكية لقتلة سفيرها في ليبيا وداعميهم، درجة أنها صارت تدعمهم وتدعم داعميهم.

في 11 سبتمبر 2012 اغتال متطرفون السفير الأمريكي ببنغازي، كريس ستيفنز، وثلاثة دبلوماسيين أمريكيين.

وآنذاك، اشتبكت المجموعات المسلحة مع القوات المسؤولة عن تأمين وحماية السفارة والسفير، وبعدها انسحبت قوة التأمين، وتم قصف المبنى بسلاح “آر بي جي” وبعدها اكتشف مقتل السفير ومعه 3 دبلوماسيين، بعد اشتباكات عنيفة.

وحملت الولايات المتحدة الأميركية حينها مسؤولية الهجوم لأحمد بوختالة، الذي اعتقلته خلال غارة نفذتها قواتها الخاصة في ليبيا في يونيو 2014، ونقلته إلى أمريكا، وتم الحكم عليه لمدة 22 سنة بالسجن.

وخلال عملية عسكرية سريّة نفذتها قوات أمريكية خاصّة في مدينة مصراتة، اعتقلت القيادي في مجلس شورى درنة مصطفى الإمام، لدوره في الهجوم على قنصليتها ببنغازي.

وشارك في حادثة الاغتيال متطرفون تابعون لمجلسي شورى بنغازي ودرنة، الذين فروا هاربين إلى غرب ليبيا، مع عمليات الجيش الوطني لتحرير مدن الشرق من العصابات الإجرامية.

وعلى رأس الداعمين للمتطرفين في ليبيا كان وليد اللافي، وزير الاتصال السياسي بحكومة الوحدة المنتهية ولايتها، والتي تدعم الإدارة الأمريكية وجودها بقوة.

فاللافي وعلى مدار سنوات، كان المنبر الإعلامي لتنظيمي داعش والقاعدة المدرجين على قوائم الإرهاب في الولايات الأمريكية، والآن يعتبر حلقة الوصل بين المتطرفين ورئيس حكومته عبد الحميد دبيبة، لضمان دعمهم في معركته للحفاظ على السلطة ولو على دماء الليبيين، كذلك خالد المشري.

واللافي -وفق مذكرة للنيابة العامة- متورط في عدد من قضايا الفساد والابتزاز المالي وتهريب الأسلحة خلال الفترة بين 2012 إلى 2019.

ووفقا لمذكرة التحقيق التي أعترف فيها المدعو عاطف بكره، باشتراكه مع اللافي، في عدة جرائم، مؤكداً أن علاقته بدأت بجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا في عام 2012، وكان أول خطاب ضماني يتحصل عليه وليد اللافي بقيمة مليون دينار ليبي، لدى مصرف الوحدة وبوساطة من أحد قيادات الإخوان في طرابلس.

كذلك من بين قوائم الداعمين والممولين لقتلة السفير الأمريكي، عبد الحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة، ذراع تنظيم القاعدة، والذي لم تعلق الإدارة الأمريكية على عودته إلى ليبيا وتحالفه برعاية المفتي المعزول الصادق الغرياني مع دبيبة.

ويظل الصادق الغرياني داعيا للعنف، فمؤخراً أصدر فتوى بشأن التعاون مع حكومة رئيس الوزراء فتحي باشاغا، وأن التعاون معها بأي وجه من الوجوه يغضب الله.

ويجتمع هؤلاء في العاصمة الليبية مع أباطرة العنف يدعمون جميعاً عبد الحميد دبيبة الذي تصر الإدارة الأمريكية على بقاءه، ولم تحرك ساكناً ضد هؤلاء.