اتفاق “تجميع المتطرفين”.. ماذا دار في لقاء دبيبة والصادق الغرياني في تاجوراء؟

0
252

للمرة الثانية، يلتقي رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبد الحميد دبيبة المفتي المعزول الصادق الغرياني في منزله بتاجوراء. 

وتأتي الزيارة في ظل استنفار أمني وتحشيدات عسكرية في العاصمة الليبية، يستقوي بيها دبيبة لمنع تسليم السلطة للحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا. 

وفي ظل الاشتباكات المتكررة، يسعى دبيبة لتقوية جبهته، عبر ضم إرهابيي ومتطرفي العاصمة من أعضاء الجماعات المتطرفة والانضمام لميليشياته لصد أي محاولات لدخول العاصمة الليبية طرابلس. 

ولإنجاح هذا المخطط كان لابد من الحصول على موافقة المنظر الشرعي لجماعات العنف في ليبيا، الصادق للغرياني، والذي باستطاعته تحريك المتطرفين على الأرض. 

وبإمكان الغرياني، التحكم في متطرفي مجالس الشورى وأعضاء الجماعة المقاتلة والموالون لداعش في طرابلس، وهو ما استغله للإفراج عن هؤلاء المتطرفين من السجون. 

وبحسب تصريحات نشرتها صحيفة الساعة 24 الليبية، نقلاً عن مصادر لم تسمها، فإن اللقاء شهد الاتفاق على مجموعة من الشروط، يحصل بموجبها دبيبة على دعم الجماعات المتطرفة في العاصمة. 

وطلب دبيبة من المفتي المعزول الحصول على الدعم والمساندة من قبل مجالس الشورى وغيرهم من التنظيمات التابعة لدار الإفتاء وتسير على نهجها. 

بينما طلب الغرياني -وفق الصحيفة- من دبيبة إطلاق سراح السجناء ممن وصفهم بالثوار من سجون الردع من بينهم مقاتلي شورى بنغازي ودرنة وأجدابيا وسرايا الدفاع كخطوة أولية لدعمه عسكرياً.

كذلك اعتماد ميزانية لدعم المدارس الدينية التابعة لدار الإفتاء في طرابلس والتي يسيطر عليها رجال الصادق الغرياني، وكاذ تغيير رئيس الهيئة العامة للأوقاف واصفاً إياه بالمدخلي.

وسبق وحرض الغرياني، حكومة الوحدة بقيادة عبد الحميد دبيبة، والقوات التابعة له على إعلان الحرب على شرق ليبيا لقتال حكومة فتحي باشاغا والجيش الليبي، من أجل تحرير الحقول النفطية. 

وعاد الغرياني إلى ليبيا في أبريل الماضي، بعد سنوات من إقامته في تركيا، وطلب من حكومة دبيبة عدم السكوت والتهاون مع من وصفهم “أنهم تسببوا في خسارة كبيرة للبلاد تقدّر بالمليارات”.

وأضاف في إشارة إلى جنود الجيش وأعضاء حكومة الاستقرار “هؤلاء لا تجوز معهم المصالحة وإنما لابدّ من إقامة القصاص وإيقاع العقوبة الشرعية عليهم وأنّه يجوز قتالهم حتى ينتهوا”، مؤكداً أنه لن يسمح لأحد بأن يقول إن ذلك يعتبر إراقة للدماء، لأن إراقة دمائهم سينهي دماء أكبر. 

وفي يوليو الماضي، دافع المسؤول الشرعي بالجماعة الليبية المقاتلة (المرتبطة بالقاعدة) عضو دار إفتاء الغرياني في طرابلس سامي الساعدي عن الصادق الغرياني، قائلًا: “الكبار لا يزيدهم تطاول السفهاء إلا رفعة، كالجوهرة لا يزيدها الحك إلا بريقاً”.

وطالب المفتي المعزول، بالخروج كل جمعة إلى الساحات والميادين، للتنديد والمطالبة برحيل البعثة الأممية من ليبيا، عاد ليناقض نفسه، قائلاً: إن المصالحة الجارية حالياً في ليبيا، تقف خلفها البعثة الأممية ومخابرات بعض الدول. 

كما أفتى الغرياني بحرمة التعاون التعاون مع حكومة باشاغا، مطالباً المؤسسة الوطنية للنفط، ومصرف ليبيا المركزي بالتعاون مع حكومة دبيبة فقط، والتخلص مما وصفه بـ”الهيمنة الأجنبية والمحلية”.

وفي مايو الماضي، جمع لقاء مشبوه زعيم الجماعة الليبية المقاتلة والمدرج على قوائم الإرهاب بعدد من الدول العربية عبد الحكيم بلحاج ومفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني في تاجوراء، بحسث سبل دعم حكومة دبيبة.

وخلال الأشهر الماضية، ظهر مخطط يسمى “إخلاء طرابلس من القوات المعادية”،يقوده دبيبة بتنسيق مع الغرياني وبلحاج، يهدف الخطة لإحكام سيطرة دبيبة على العاصمة الليبية بمعاونة الكيانات المدرجة على قوائم الإرهاب.