حزن يخيم على عاصمة ليبيا.. سرادق عزاء ضحايا “السبت الدامي” تملأ طرابلس

0
493

خيم الحزن على العاصمة الليبية طرابلس وامتلأت شوارعها بسرادق العزاء بعد ما فقدت حفنة من خيرة شبابها الذين سقطوا ضحايا الاشتباكات بين الميليشيات المتناحرة على النفوذ والسلطة.

وشهدت العاصمة طرابلس، السبت الماضي، اشتباكات عنيفة ودامية، بين قوات جهاز دعم الاستقرار بقيادة غنيوة الككلي، والموالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، والكتيبة 92 بقيادة هيثم التاجوري، الموالية لرئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان، فتحي باشاغا، وتبادلوا إطلاق النيران بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وبحسب ما أعلنت وزارة الصحة الليبية، يوم أمس الأحد، وصل عدد ضحايا الاشتباكات المسلحة في طرابلس إلى 32 حالة وفاة وإصابة 159 آخرين.

وأعلنت منظمة يونيسف لدى ليبيا، أن من بين ضحايا الاشتباكات في طرابلس طفل يبلغ من العمر 17 عاما، فيما أصيب أربعة آخرين، أحدهما يبلغ من العمر خمس سنوات فقط.

كما تسببت الاشتباكات في إلحاق أضرار مادية وخسائر كبيرة في ممتلكات عامة وخاصة طالت حتى المستشفيات.

ويرى مراقبون أن الاشتباكات بين الميليشيات في طرابلس نتاج طبيعي للتوتر المتزايد بين حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد دبيبة، التي لا تريد تسليم السلطة في طرابلس، والحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي برئاسة فتحي باشاغا.

وكان مجلس النواب الليبي منح الثقة لحكومة باشاغا، في مارس الماضي، لتقود مرحلة انتقالية لحين تحديد موعد جديد للانتخابات بعد فشل إجراء انتخابات ديسمبر، إلا أن عبد الحميد دبيبة، أعلن رفضه لإجراءات مجلس النواب، واستمرار حكومته في مهامها لحين إجراء الانتخابات وتسليم السلطة لحكومة منتخبة.

ومنذ سقوط نظام القذافي في أحداث فبراير عام 2011 تسيطر على العاصمة الليبية الميليشيات المسلحة وما بين الحين والآخر تندلع فيما بينهما اشتباكات في إطار صراعهم على النفوذ والسلطة.

وعلى مدار الـ11 عام الماضية ارتكبت الميليشيات بحق المدنيين الليبيين عدة مجازر سقط خلالها عشرات الأبرياء، ولم تسلم من رصاصتهم الشيوخ والنساء والأطفال.

ومن أشهر تلك المجازر، أحداث “السبت الأسود” في مدينة بنغازي، والتي راح ضحيتها 40 قتيلاً و154 جريحاً، بعد أطلقت ميليشيات مجلس شورى ثوار بنغازي بقيادة وسام بن حميد، المتظاهرين لمطالبتهم بإخراج الميليشيات من أراضيهم.