مستشفيات بلا أمصال.. من يحمي الليبيين من لدغات العقارب؟

0
400

طال الإهمال كل شئ في ليبيا، وكأنها ضريبة يدفع ثمنها المواطن فقط، فتحمل أعباء سنوات من انعدام الأمن ونقص الخدمات الأساسية، وضعف في المرافق الهامة كالماء والكهرباء والوقود وحتى الصحة، فزاد معاناته واشتد ألمه وينتظر الخلاص.

فبعد أن استخدمت المستشفيات والمدارس والمرافق الحياتية الهامة كدروع، واتخذتها الميليشيات حصونا لمسلحيها، اكتمل الإهمال والبطش الآن بعد توقف ضرب النار، فغابت عن تلك المستشفيات الأدوية والأمصال، فبات المواطن الليبي يواجه شبحا آخر يهدد حياته في أي وقت.

المواطن الليبي في جنوب البلاد، مهدد بلدغات العقارب القاتلة، تلك العقارب التي تجد في المناخ الصحراوي بيئة مناسبة للترعرع والانتشار، وبالتحديد في فترات الصيف، فتخرج تلك الحشرات القاتلة لتجد أماكن رطبة، وفي تلك الرحلة، قد تواجه إنسان، فتلدغه لدغة مميتة.

وفي ظل هذا الوضع الخطير، كان من المفترض وبالتحديد في فصل الصيف الذي تكثر فيه هذه الحشرات، أن تتوافر الأمصال المضادة لسموم العقارب، لكن الوضع عكس ذلك تماما، فقد شكت مستشفيات ليبيا من قلة الأمصال، بل أن هناك بعض المستشفيات تخلو تماما منه وتطالب بإيجاد حل ما ازدياد أعداد من تعرضوا للدغات.

وفي هذا السياق، كشفت تصريحات مدير إدارة الشؤون الطبية بمستشفى بنت بية، الطيب عبدالسلام، الوضع السيء، فقال إن أمصال العقارب ليست متوفرة بالكمية المطلوبة داخل المستشفى.

وأضاف في تصريحات له، أن هناك زيادة في عدد الحالات المصابة بلدغ العقارب التي يستقبلها المستشفى، وتتراوح عدد الحالات في اليوم بين 4 و5 حالات.

ورأى أنه في حالة عدم استجابة الحالة للأدوية تُحوّل لمستشفى سبها الطبي.

عبد السلام ختم حديثه قائلا: “الأمصال تأتينا من مخازن الإمداد الطبي في سبها، وهو أيضا يُعاني من نقص الأمصال؛ لأنه يوزع على مناطق الجنوب بالكامل”.

ومن أيام فقط، تعرضت طفلها عمرها لا يتعدى الثلاث سنوات إلى لدغة عقرب في بلدة تهالة، فتم نقلها إلى المركز الصحي بالبلدة، ولعدم جاهزية المركز، تم نقلها إلى مستشفى غات العام، ثم نقلها مستشفى العوينات، ثم مستشفى أوباري.

لم تجد الطفلة العلاج المناسب لها في تلك المستشفيات، فتم تحويلها إلى مركز سبها الطبي، ولكن بعد تلك الرحلة الشاقة بحثا عن المصل، لم تتحمل الطفلة سريان السم في دمائها، فماتت.