سجال بين دبيبة وباشاغا حول الشرعية في ليبيا.. نذر حرب أم تنازل أحدهما؟

0
267

طالب رئيس الحكومة الليبية المكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، بتسليم السلطة سلمياً لوقف حالة الفوضى التي تؤثر سلباً على حياة الليبيين.

ووجه فتحي باشاغا خطاب لعبد الحميد دبيبة، ناشده خلاله تسليم السلطة سلمياً التزاماً بقرارات مجلس النواب الليبي الذي أعلن انتهاء ولاية حكومته وكلفه بقيادة الحكومة الجديدة.

وأكد باشاغا في خطابه حرصه على استقرار الدولة الليبية وحماية مصالحها من كل ما ينال من استقرارها واستقلالها وأمن مواطنيها.

ووصفه باشاغا خطابه بأنه بيان وبلاغ، وإبراء للذمة وإقامة للحجة ودعوة وطنية صادقة، لتسليم السلطة سلمياً تجسيداً لمعاني الشرعية والديمقراطية وترسيخا لأسس الدولة المدنية.

وجاء رد عبد الحميد دبيبة، سريعاً على باشاغا، وقال عبر حسابه بموقع تويتر: “‏إلى وزير الداخلية الأسبق، وفّر عليك إرسال الرسائل المتكررة والتهديدات بإشعال الحرب واستهداف المدنيين، لو كان لديك حرص على حياة الليبيين، فركز جهدك لدخول الانتخابات، ودع عنك أوهام الانقلابات العسكرية فقد ولى زمانها”.

وكان مجلس النواب الليبي أعلن انتهاء ولاية حكومة الوحدة بعد فشلها في إجراء انتخابات ديسمبر، وكلف حكومة جديدة في مارس الماضي برئاسة فتحي باشاغا، لقيادة المرحلة الانتقالية لحين إجراء الانتخابات.

إلا أن رئيس حكومة الوحدة أعلن رفضه إجراءات مجلس النواب واستمرار حكومته في تأدية مهامها لحين إجراء الانتخابات وتسليم السلطة لحكومة منتخبة.

ويرى مراقبون أن خطاب فتحي باشاغا لدبيبة يحمل تهديدات باستخدام القوة السلاح لانتزاع السلطة من حكومة دبيبة، رغم تأكيده في وقت سابق أنه لن يدخل طرابلس إلا بقوة القانون.

وشهد الغرب الليبي في الأيام الأخيرة تحشيدات وتحركات عسكرية تشير لاحتمالية اندلاع مواجهات مسلحة بين الميليشيات الموالية لدبيبة، والموالية لباشاغا.

وقامت الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة دبيبة، بإعادة تمركزاتها في العاصمة طرابلس وأغلقت كل المنافذ المؤدية لوسط العاصمة وللمقرات الحكومية والمؤسسات السيادية، كما تم رصد وصول المزيد من التحشيدات من مدينة مصراتة.

في حين تتمركز الميليشيات الموالية لحكومة فتحي باشاغا، بكامل عتادها في ضواحي العاصمة طرابلس، خاصة بعد إعلان باشاغا عزمه الدخول للعاصمة طرابلس استجابةً لمطالب الليبيين.

وأثارت تحركات الميليشيات قلق أممي ودولي كبير من إمكانية أن يؤدي صراع الحكومتين إلى اندلاع مواجهات مسلحة، تتسبب في تفاقم حالة عدم الاستقرار في البلاد.

ودعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى وقف التصعيد الفوري من قبل جميع الأطراف، مشيرة إلى أن عدم الاستقرار المستمر في ليبيا هو تذكير بالحاجة الملحة لتعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة لاستئناف جهود الوساطة، بدعم موحد من المجتمع الدولي.

 فيما أعربت البعثة الأممية لدى ليبيا في بيان، عن قلقها إزاء التحشيد المستمر والتهديدات باللجوء إلى القوة لتسوية مزاعم الشرعية في ليبيا، مشيرة إلى أن استخدام القوة من جانب أي طرف لن يؤدي إلى ضمان اعتراف المجتمع الدولي.