تهميش متعمد لجنوب ليبيا.. مشادة بين “دبيبة” ووزير بحكومة تكشف المستور

0
425

كشفت المشادة الكلامية التي حدثت أمس الاثنين، بين رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد دبيبة، ووزير البيئة، إبراهيم العربي، خلال اجتماع مجلس الوزراء، عن التهميش المتعمد من قبل دبيبة، للجنوب الليبي.

وبدأت المشادة الكلامية عند ما تحدث وزير البيئة عن تجاهل الحكومة لمقترح له سابق يقضي بمراقبة شاحنات المحروقات للتصدي لظاهرة تهريب الوقود الموجه إلى منطقة الجنوب.

وتساءل وزير البيئة، لماذا لم يتم العمل بالمقترح منذ أن تم عرضه وتوفير الوقود في الجنوب الليبي لتفادي وقوع أزمات أو كوارث مثلما حدث في واقعة بلدية بنت بية.

حاول دبيبة، التهرب من المسؤولية وانفعل على الوزير، ووجه له اتهام بالتقصير في مهام وزارته، بدلاً من مناقشة حلول للمشكلة التي وقعت.

وشنّ دبيبة، هجوماً لاذعا على الوزير الذي ينحدر من إقليم الجنوب، واتهمه باستغلال الظروف الحالية في إقليم الجنوب من أجل المزايدة السياسية، دون الالتفات لمشاكله الحقيقية ووجود حلول لها.

وكشفت حادثة بنت بية، التي تسببت بمقتل وإصابات العشرات من المواطنين، عن الوضع الكارثي الذي يعيشه أهالي الجنوب الليبي سواء في التزود بالوقود ونقص السيولة وتردي الأوضاع الصحية ومستوى الخدمات في المنطقة بشكل عام.

ومنذ تولي حكومة الوحدة السلطة لم تبدي أي اهتمام بجنوب ليبيا، وكانت تتمركز في الغرب الليبي وتقدم هناك كل أنواع الدعم حتى تمويل الميليشيات.

والأسبوع الماضي استقبل القائم بأعمال رئيس البعثة رايزدون زينينغا، وفداً من الجنوب الليبي، والذي عبر عن مخاوفه مما وصفه بتهميش وإهمال الجنوب، ودعا إلى إجراء تحقيق في حادثة انفجار ناقلة الوقود في بلدية بنت بية.

وذكرت البعثة عبر حسابها على تويتر أن الوفد، الذي يضم نواباً وممثلين عن المجتمع المدني، طلب دعم البعثة الأممية في “مناصرة مطالبهم بالتوزيع العادل للموارد في جميع أنحاء البلاد وزيادة إشراك أبناء الجنوب الليبي في العملية السياسية وأجهزة الدولة والمؤسسات الوطنية”.

وهددت مكونات الجنوب بإغلاق حقلي “الشرارة” و”الفيل” النفطيين الاستراتيجيين، ما لم تتحقق مطالبهم، والتي تتمثل في توفير البنزين والسيولة ومواجهة غلاء السلع والغاز وتحسين الخدمات بالبلديات، وإصلاح الطرق وإنشائها، وتوفير سيارات إسعاف وأطقم طبية للمستشفيات العامة.

ويرى مراقبون أن دبيبة، فضلاً عن مركزية حكومته في غرب ليبيا وعدم اهتمام حكومته بجنوب ليبيا رغم ما يحمل من أهمية لوجود حقول النفط ومنبع النهر الصناعي، حاول عرقلة العمل هناك.

ومنع دبيبة، في وقت سابق صرف مرتبات منتسبي الجيش الليبي في الجنوب رغم ما يقوم به من حرب ضد الإرهاب وتأمين المنشآت الحيوية وحقول النفط التي تعد المصدر الأساسي لقوت الليبيين.