كيف أدى إهمال عبد الحميد دبيبة إلى مقتل عشرات الليبيين في حادثة بنت بية؟

0
448

فوارق كبيرة، بين شخصين تولى كلاهما منصب، أحدهما كان يعمل من أجل وطنه وشعبه ويسعى جاهدا لرفعة شأن بلده، والآخر لم يعمل سوى لمصلحته ومصالح من حوله، حتى لو كان على حساب دماء شعبه وناسه ووطنه، فكانت النتيجة كارثية بكل المقاييس.

النموذج الثاني ينطبق حرفيا على رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد دبيبة، الذي لم يعمل يوما من أجل ليبيا، فمنذ اليوم الأول الذي تولى فيه المنصب، لم يقدم شيء سوى تصريحات هنا وهناك، وإذا نظرنا لواقع المجتمع الليبي في تلك الفترة على وجه التحديد، نجده ازداد سوءاً على سوءه.

انشغل عبد الحميد دبيبة في وضع أسس بقائه بمنصب رئيس الحكومة ثم حاكم ليبيا، وضع كل إمكاناته وإمكانات حكومته لتحقيق ذلك الهدف، لم ينتبه يوماً إلى الشعب الذي يئن من الألم على مدار سنوات ويفتقر لأبسط مقومات الحياة العادية، أهمل كل شيء من أجل نفسه.

ومنذ عدة أيام وقعت كارثة مدوية لها أبعاد عديدة، ففي منطقة بنت بية في جنوب ليبيا، وقع انفجار هائل لحافلة وقود، أودت بحياة عشرات الليبيين، وأصابت أخرين بإصابات بالغة، ووقوع ذلك الحادث كان كاشفا عن الواقع الأليم للشعب الليبي.

كارثة بنت بية، بدأت بسبب زحام شديد من المواطنين على الحافلة من أجل الحصول على بعض الوقود، الأزمة هنا ليست في الزحام والتعامل بشكل خاطئ مع الحافلة، وإنما في نقص الوقود ببلد عرفها العالم كله بوفرة النفط فيها وكثرته، فكيف يعاني الشعب من نقص في الوقود وندرته؟

أما البُعد الثاني في تلك الفاجعة، فقد كشفه حوار دائر بين وزير البيئة بحكومة الوحدة، وبين عبد الحميد دبيبة، عندما احتد كلاهما على الآخر، عندما تحدث كلاهما حول الإهمال الكبير الذي تشهده بعض المناطق في البلاد وعلى رأسها الجنوب.

احتد الحديث بين دبيبة ووزير البيئة بحكومته، فانكشفت الحقيقة التي جعلت رئيس حكومة الوحدة أمام مرمى نيران الاتهامات في كارثة بنت بية، عندما واجهه الوزير بأنه قدم له بشكل شخصي مقترحا بإمكانية تركيب جهاز لمراقبة الحافلات التي تخرج من طرابلس لتصل لمخازن سبها.

وقال الوزير نصا: “نزلت لكم في الغرفة وقلت لكم في إمكانية لمراقبة السيارة عندما تخرج من طرابلس لتصل لمخازن سبها حتى تصل للمحطات، لماذا لم تهتموا بهذا؟”.

فكان رد عبد الحميد دبيبة المتورط الفعلي في ذلك الحادث كالتالي: “هذا رأيك الشخصي أنت وزير مختص بالبيئة اهتم ببيئتك، عندك أي كلام تحدث مع الوزير المختص وناقشهن هذه مزايدة، أنت تستغل الظروف وتزايد”.

وأضاف: “أنت ليك عام تتحدث عن المشاكل، وتدور على أي شئ ولم تقدم أي شئ، لا في البيئة الخاصة بك ولا في غيره، إحنا نريد رجال تخدم بشكل حقيقي، لا من الناس التي تدوي”.

الحديث الذي دار بينهما كشف حقيقة معرفة عبد الحميد دبيبة بخطورة الأمر من قبل، ولم يحرك ساكنا للنظر في ذلك المقترح الذي قدمه وزيره لإنقاذ حياة الأبرياء، وجاء بعده يتهمه بالمزايدة واستغلال الظروف ليبعد عنه شبهة الاتهام.