رشحت “بوقادوم” مبعوثاً أممياً.. صحفي ليبي يكشف دور بريطانيا “الخبيث” في ليبيا

0
388

كشف الصحفي والمحلل السياسي الليبي، محمود المصراتي، في مقال تحليلي له، نشره عبر صفحته على “فيسبوك”، مخطط بريطانيا لتدمير ليبيا واستمرار تأزم الأوضاع بها، من خلال ترشيح صبري بوقادوم، في منصب مبعوث الأمين العام في ليبيا.

وإليكم نص المقال:

كواليس ترشيح ( مملكة الشر بريطانيا ) لصبري بوقادوم

ما حدث بالتفصيل:

الدول الأفريقية تتمسك بقوة بأن يكون مبعوث الأمين العام أفريقيا، وبالفعل تم ترشيح ثلاث شخصيات أفريقية في رسالة واحدة، و بعد ذلك ألحقوا اسما رابعا كمرشحين للاتحاد الأفريقي لشغل هذا المنصب. خاصة أن أفريقيا تحمّل مجلس الأمن مسؤولية انهيار الدولة في ليبيا، وجعلها بؤرة للجريمة المنظمة، وأوكارا لتمويل الإرهاب، و سوقا دولية لتجارة الرقيق والبشر والأعضاء البشرية الأفريقية؛ لأن المجلس لم يمنح وقتا لمبادرة الاتحاد الأفريقي للخروج بالأزمة الليبية أثناء أحداث 2011.

كما تجدر الإشارة لوجود مطالب بأن يكون المبعوث ناطقا بالعربية، وله دراية بثقافة المجتمع الليبي.

بريطانيا نتيجة للتحرك الروسي الذي انتقل من رد الفعل إلى الفعل في قضايا عدة في مجلس الأمن بما فيها ليبيا، ومخاوف لندن من أن أي تأخير في تسمية مبعوث قد يودي إلى عدم تجديد البعثة برمتها، و تخرج من ليبيا خروجا مذلا مهينا غير مسبوق لأي بعثة سياسية تابعة للأمم المتحدة؛ الأمر الذي قد يودي إلى استمرار بعثات سياسية أخرى في العالم.

ولو تم رفض تجديد ولاية البعثة؛ معنى هذا أن لكل دولة لها حق التعامل مع الملف الليبي وفق رؤيتها السيادية، بعيدا عن الدور الذي تلعبه بريطانيا من خلال البعثة في ضبط إيقاع تصرفات الدول في ليبيا إلا وفق رؤيتها باعتبارها صاحبة القلم، ومهندسة إدارة الأزمة في ليبيا.

ونظرا لبروز فكرة عقد انتخابات في ليبيا، باعتبارها الحل الأمثل حسب رؤيتها، اصطدمت بريطانيا بإرادة شعبية واسعة مدعومة من عدة دول بأن يكون النظام السياسي رئاسي، خاصة بعد فشل النظام البرلماني في العراق و لبنان و تونس و ليبيا منذ ٢٠١٢م، لذلك أصبح أكبر همها أن تفرض النظام البرلماني الذي من خلاله وحده يمكن لها البقاء في المشهد مهما اختلفت المصالح ذات يوم مع أمريكيا أو روسيا أو فرنسا. وهي تدرك عدم استطاعتها السيطرة على رئيس منتخب له شرعية شعبية واسعة قد يميل بالبلد شرقا أو غربا بعيدا عن جزيرة الشر البريطانية.

لهذا قررت ترشيح صبري بوقادوم، باعتبار أن سياسات الأرعن (تبّون) ترى مصالح الجزائر لا يمكن أن تتحقق إلا بأحد أمرين: إما استمرار الفوضى في ليبيا حتى يتسنى لها الاستفراد بالحدود الليبية الجزائرية، ويعلم الجميع الانتهاكات التي تقوم بها الجزائر على الحدود الليبية خاصة في مناطق الغاز والنفط، أو القبول بالنظام البرلماني البائس حتى تتمكن من عرقلة أي توجه لضبط الحدود بين البلدين، خصوصا في ظل أزمة الطاقة العالمية اليوم.

لهذا اقترحت لندن ترشيح (بوقادوم) لهذا المنصب؛ خاصة أنه صاحب مواقف دبلوماسية مناهضة للجيش، وتدعو لقبول التيارات الإسلامية المتطرفة كما فعلت بلاده بعد العشرية السوداء، ونزع سلاح تلك الجماعات. و لكن الجزائر تريد القبول بهم و بسلاحهم، خاصة بعد تسويات الوساطة القطرية بين أمير الجماعة الليبية المقاتلة (بالحاج) والجزائر بعد تورط الأخير في عمليات إرهابية في (عين مناس ) النفطية.

وأهم نقطة أن الجزائر لها مواقف داعمة لروسيا في الجمعية العامة، حيث صوتت ضد القرار الذي طرحته أمريكيا ضد روسيا. ناهيك على أنها أول دولة يزورها (لافروف) بعد العقوبات المفروضة عليه وعلى بلده؛ وهذا سيقيد يد روسيا في الاعتراض عليه.

لهذا لاحظنا قبولا بريطانيا بالتعاطي مع مشروع البيان الصحفي الروسي الذي ارتقى إلى بيان رئاسي لا يزال تحت التفاوض إلى هذه اللحظة، دون أن تعترض عن انتزاع القلم منها حول ليبيا؛ فقط من أجل تمرير (بوقادوم) كمبعوث لها في ليبيا، و تهادن روسيا حتى لا تعترض على هذا الترشح.

بل إنها وجهت دعوة رسمية (لفتحي باشاغا) لعقد اجتمع مع البرلمان والحكومة البريطانية. وتصريحات ضمنية لتضليل الرأي العام في ليبيا أن بريطانيا لا تدعم حكومة دبيبة، وأقرت سفيرة بريطانيا أن دبيبة، عرقل الانتخابات، وأن اتفاق جنيف انتهى.

هذه هي سياسات مملكة الشر البريطانية في ليبيا.