في بلد النفط… لماذا يعاني الليبيون من طوابير الوقود بالساعات؟

0
285
نفط ليبيا
نفط ليبيا

أشياء تحدث لا تراها إلا في ليبيا، التي أصبحت بلد العجائب والمعجزات، في زمن انتهت فيه المعجزات، فعلى الرغم من أن ليبيا، أحد أكبر دول العالم في إنتاج النفط وبلد غنية بالثروات الطبيعية، إلا أن المواطن فيها قد يظل أمام محطات الوقود بالساعات ليحصل على القليل من الوقود ليحرك سيارته.

وضع بائس اعتاد عليه المواطن الليبي، ضمن سلسلة من الأزمات ضربت المجتمع الليبي، فشلت الحكومات المتعاقبة في حلها، وعلى الرغم الوعود المستمرة من حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها عبد الحميد دبيبة منذ توليه المنصب، إلا أن مجرد كلمات يلقيها على الشعب، كلما شعر أن السلطة تُسحب من تحت أقدامه.

ففي المدن الليبية، اصطف المواطنون في طوابير بحثا عن الوقود، في الوقت الذي انشغل فيه أولي أمرهم بضمان بقائهم على رأس سلطة مهترئة، غير قادرة على توفير أبسط الأمور للشعب، فغابت كل الخدمات، وبالتأكيد ضمن تلك الخدمات، هو توفير السولار في بلد غنية بالنفط، الخام الذي يُصنع منه.

وفي مشاهد مأساوية التقطتها كاميرات المواطنين نفسها، وقفت السيارات في طرابلس في طابور، لا يمكن لبصرك أن يدرك أخره، للبحث عن الوقود غير الموجود من الأساس بالمحطات، وهو ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة داخل وخارج ليبيا، وطرحت السؤال البديهي، لماذا يقف هؤلاء بهذا الشكل في بلد النفط؟

الحال ينطبق على كل المدن، فالأمر لا يقتصر على العاصمة فقط، فهناك شح في الوقود بمختلف أنحاء البلاد.

أما عن الأسباب فهي واضحة، أهمها معاناة ليبيا من غياب الأمن، وهو ما فتح أبواب تهريب الوقود على مسراعيها، وخاصة على المناطق الحدودية، وهو ما دفع قوات الجيش الوطني الليبي، لشن حملات موسعة لمنع تهريبه.

أما عن تجارة تهريب الوقود في غرب ليبيا، فتتمركز في بني وليد وغريان ونالوت ورقدالين والزنتان والجميل والأصابعة وزوارة والجميل والعجيلات.

النائب العام الليبي، العام الماضي، أصدر أمراً بالقبض على 103 من مهربي الوقود المتمركزين في مدن الغرب بتهمة الاتجار بالنفط الليبي بطريقة غير شرعية.

أما لجنة أزمة الوقود والغاز التابعة لشركة البريقة لتسويق النفط بطرابلس، فقد كشفت أخيرًا أن ما يقرب من 25 مليون لتر من الوقود تهرب يوميًّا خارج الحدود الليبية، منها أربعة ملايين لتر تهرب يوميًّا إلى تونس فقط.