مناورة أم تبعية للأمريكان.. لماذا صوتت ليبيا بتعليق عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان؟

0
233
طاهر السني

تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال جلسة خاصة بشأن أوكرانيا، اليوم الخميس قراراً بتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، حيث صوت 93 لصالح القرار، فيما عارضه 24 وفدا، وامتنع 58 عن التصويت.

وكانت ليبيا هي الدولة العربية الوحيدة التي صوتت لصالح القرار، حيث امتنع عن التصويت كل من السعودية والإمارات وتونس والبحرين ومصر وعمان والأردن وقطر والسودان واليمن، وصوتت الجزائر وسوريا ضد القرار، فيما تغيبت المغرب عن جلسة التصويت.

وصوتت الجمعية العامة بتحرك قادته الولايات المتحدة الأمريكية بسبب مزاعم عن انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان على يد القوات الروسية في أوكرانيا.

من جهتها اعتبرت روسيا أن موافقة أي دولة على استبعادها من مجلس حقوق الإنسان بادرة ”غير ودية “، مؤكدة أن أي دولة صوتت ضدنا تماشياً مع المسعى الأمريكي ستتأثر علاقتنا الثنائية معها.

وأعلن نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، غينادي كوزمين، انسحاب روسيا من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتباراً من اليوم الخميس.

كما أكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، أن قرار الجمعية العامة تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، مثل ضربة قاصمة لمنظومة الأمم المتحدة.

وقال في تصريحات صحفية: “نعم، بالطبع، هذا هو بالضبط، هذه ضربة للنظام الدولي متعدد الأطراف”، مشيراً إلى أنه “لا يمكن استبعاد روسيا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وإلا سيكون ذلك سيناريو كارثيا”.

وأضاف: “قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة سيضر بهما.. اتضح الآن أن صوتنا في مجلس حقوق الإنسان لن يكون واضحا، وهذا لا يعني أننا نوقف أنشطتنا في مجال حماية حقوق الإنسان وخفض أي معايير في هذا الصدد، ولكن هذا يعني أن البلدان النامية في مجلس حقوق الإنسان ستبقى دون دعمنا”.

وقال مندوب مصر لدى الأمم المتحدة السفير أسامة عبدالخالق، إن طرح مشروع قرار تعليق حقوق عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان أمام الجمعية العامة يمثل منعطفا خطيرا في مسار منظمة الأمم المتحدة.

وأعرب مندوب مصر عن “عدم ارتياحنا البالغ إزاء سياسة المعايير المزدوجة والكيل بأكثر من مكيال”، مؤكدا في نفس الوقت رفض أي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في قضية أوكرانيا.

ويرى مندوب ليبيا السابق بالأمم المتحدة، إبراهيم الدباشي، أن قرار استبعاد روسيا هو قرار مقدم من الدول الغربية، التي لم تحرك ساكناً أمام انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة على يد القوات الأمريكية في العراق والقوات الإسرائيلية في فلسطين.

كما يرى أن تصويت ليبيا بالرفض شيء مخجل ويثير الكثير من الأسئلة حول مصدر القرار ودوافعه هل هو مناورة من وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة نجلاء المنقوش، للحصول على دعم أمريكا لحكومتها منتهية الولاية للبقاء في الحكم؟ أم أن التعليمات صدرت مباشرة من وزارة الخارجية الامريكية إلى مندوب ليبيا بالأمم المتحدة طاهر السني، باعتباره مواطناً أمريكياً؟

وأشار إلى أن وزيرة الخارجية ومندوب ليبيا بالأمم المتحدة، حولا ليبيا علنا ودون حياء إلى كيان عميل يستخدم كأداة دعاية في يد الدول الغربية ضد روسيا بالتصويت لصالح مشروع القرار واتخاذها هذا الموقف العدائي ضد روسيا دون أي مبرر وضد مصلحتها طويلة المدى، في حين كان يمكن اتخاذ مواقف أخرى تحفظ مصالح ليبيا لدى الطرفين ومنها عدم المشاركة في التصويت.