ألم وانهيار وخراب.. هذا ما أحدثته قطر وتركيا في ليبيا

0
236

سنوات من الألم خلت من الأمل، عاشتها ليبيا بين خيانة بعضهم ومطامع الأخرين، انهيار أمني وتراجع اقتصادي ودمار تعليمي وصحي، وحتى أبسط الخدمات حُرم منها المواطن، ووسط تلك الآلام، كان هناك طامعين من الخارج، يعبثون في الباحة الخلفية للبلاد، ويحاولون السيطرة عليها.

الأزمة بدأت قبل انهيار نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، عندما قررت قطر، أن تُسقط ذلك النظام، فدعمت الأبواق المُطالبة بإسقاطه، وما أن اندلعت شرارة الاحتجاجات ونزول الناس في الشارع، إلا وتولت تمويل ما أسمتهم بالثوار، فتشكلت على يديها الميليشيات، التي تهدد حتى اليوم أي مسار سياسي تتخذه البلاد.

قطر كانت لها الدور الأكبر في دعم الاحتجاجات في الشارع الليبي، حتى أنها أرسلت ضباط محترفين تابعين لقواتها المسلحة، لتدريبهم على حمل السلاح والقتال، استعدادا لمواجهة القوات الليبية التي قد تواجه أي أعمال عنف قبل فبراير 2011، لم تكتف بذلك، فقد تبنت ومولت رجال الدين من المتطرفين ودعاة الدم في ليبيا كالمفتي المعزول صادق الغرياني وغيره.

تحالفت قطر مع تركيا، ليتشكل محور شر جديد في الشرق الأوسط، واتفقا على إسقاط ليبيا وإغراقها في المصائب والأزمات، وبعد أن أتمت قطر أولى خطوات انهيار الدولة الليبية، سلمت العُهدة إلى الأتراك، وجاءت الفرصة لرئيسهم أردوغان، لإحياء ما وصفه بنفسه بـ”الإرث العثماني” في ليبيا، وقرر وضع يده عليها، طمعا في موقعها وخيراتها.

حولت تركيا، الأراضي الليبية إلى مسرحاً للنزاع العسكري الدولي، وساحة للحرب، فكانت سنداً للحكومات الطامعة في السلطة، ودعمتها مقابل الطاعة الانصياع للأوامر التي تأتي من الباب العالي في أنقرة، فكانت درعاً وأمناً لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، ورغم فساد وخيانة تلك الحكومة، إلا أن أردوغان استمات لإبقائها على رأس السلطة.

أرادت تركيا ترسيخ وجودها في ليبيا، فعقدت مع حكومة الوفاق اتفاقيتين، إحداهما لترسيم الحدود البحرية، والأخرى عسكرية، وبمقتدى الاتفاقيتين، تحصل تركيا على كنوز ليبيا في البحر المتوسط دون أن يسألها أحد عن شئ، والأخرى مكنتها من إرسال قوات نظامية تابعة للجيش التركي، بالإضافة لأكثر من 11 ألف مرتزق من جنسيات مختلفة.

ما أحدثته قطر وتركيا في ليبيا مازالت أثاره باقية إلى الآن، فقطر هي من استمرت لسنوات في دعم الانشقاق بالأموال والعتاد والتجهيزات، أما تركيا مستمرة إلى الآن متمسكة في بقاء القوات التابعة لها في ليبيا، على الرغم من عقد اجتماعات دولية نددت بوجودها وطالبتها بسحب قواتها لإتمام خطوات الإصلاح السياسي بها.