حصاد ليبيا في 2021.. كان عاماً مليئاً بفساد دبيبة وعجزه

0
525
دبيبة
عبد الحميد دبيبة

ظن كثير من الليبيين أن عام 2021 سيكون الأخير لأزمتهم التي طالت لعقدين من الزمان، لكنه كان كمثله، مضى بلا نتيجة، بل مزيد من الفشل وتمكين للاحتلال والفاسدين في مفاصل الدولة.


أول الطموحات، كان مع إقرار آلية اختيار السلطة التنفيذية في ليبيا في 20 يناير الماضي، لكن سرعان ما أجهض الأمل بفوز قائمة رجل الأعمال عبد الحميد دبيبة ومحمد المنفي، في 5 فبراير.

وبين التاريخين رسخت الميليشيات للعنف القائم في الغرب الليبي، حيث وقعت اشتباكات عنيفة وواسعة في 28 يناير في العاصمة طرابلس، ليأتي رئيس الوزراء الجديد ويرسخ الفوضى بالتزامه باتفاقيات حكومة الوفاق مع تركيا، والتي بموجبها تم احتلال الغرب الليبي.


كانت “بداية القصيدة كفر”، فمنذ الأيام الأولى لحكومة دبيبة ترسخ العنف، وتحديداً في الفترة التي تلت 10 مارس، ومنح مجلس النواب الثقة للحكومة الجديدة، ليدخل الغرب الليبي في اشتباكات بدأت في 18 مارس وهدم منازل للمواطنين في ككلة ومقتل شاب على يد ميليشيا جهاز دعم الاستقرار.

رسخ دبيبة للعنف بتكريم محمد الفأر المتورط بالانتماء لتنظيم داعش، وحضور تخريج دفعة عسكرية في طرابلس تضم إرهابيين، وإطلاق إطلاق سراح أحد أكبر مهربي البشر عبد الرحمن البيدجا في 12 أبريل، ووقف عاجزاً هو وحكومته أمام حصار الميليشيات للمجلس الرئاسي في العاصمة في 7 مايو.

لم يكتف بذلك بل تم تعيين الميليشياوي محمد خليل عيسي وكيلا لوزارة الخارجية، في 16 مايو؛ بل وقف مكتوفاً أمام اعتصام عدد من المعلمين أمام مقر الحكومة في اليوم التالي وكذلك أمام إضراب الأطباء في 6 يونيو لتحسين مستوى المعيشة.

تمادى عجز دبيبة أمام سطوة الميليشيات واشتباكاتها في 25 يونيو في العجيلات، بل تغافل عن ذلك بركوب “جرافة” والتصوير عليها أثناء فتح الطريق الساحلي في 30 يوليو حين توصلت اللجنة العسكرية المشتركة لاتفاق، غاضاً الطرف عن اختطاف مدير مكتب نائب رئيس الوزراء في طرابلس في 2 أغسطس.

امتد عجز دبيبة ليقف متفرجاً أمام منع لاعب كرة مصغرة مصاب بالملاريا من السفر للعلاج في 4 أغسطس، ويرسخ فساده بإهدار أموال الليبيين، فبدد نحو 237 ألف يورو مصاريف إقامته في روما.

عاودت الميليشيات في غرب ليبيا الكرّة، في 25 أغسطس، واقتحمت مقر وزارة الداخلية- المسؤولة عن حماية المواطنين- في طرابلس، ويطرد اللواء 444 التابع للحكومة المواطنين من منازلهم بترهونة، في 30 أغسطس، وبعدها بيوم هجوم الميليشيات على مقر الرقابة الإدارية في طرابلس.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الليبية، بدأ دبيبة الدعاية لنفسه، مستغلاً أموال الليبيين، فقرر بدء صرف منحة الزواج في 5 سبتمبر، ليأتي بعدها بأيام وتعلن حكومته عن إنفاق 47 مليار دينار ليبي، لم يشعر بها الليبيون.

وترسيخاً لفساده رفعت حكومته الحراسة عن أمواله هو وعمه في 13 سبتمبر، لتتورط بعدها بأيام في إذاعة تسجيل مسرب لاجتماع مغلق بين دبيبة ونظيره المصري يساومه بالتدخل في أحكام القضاء.

وفي 21 سبتمبر، قرر مجلس النواب سحب الثقة من الحكومة الليبية، وتوالت النكبات بعدها، ليتضح للجميع فساد بالجملة في منظومة الزواج، ويتم الكشف عنه في 18 أكتوبر، ليرد رئيس الوزراء على ذلك بتخصيص مليار ثان لمنحة الزواج في 28 أكتوبر.

تغافل الجميع فساد دبيبة وانشغل في الإعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات في ليبيا في 7 نوفمبر، وتقدم سيف الإسلام القذافي لانتخابات الرئاسة في 14 نوفمبر، تلاه بيومين تقدم المشير خليفة حفتر للترشح.

لكن دبيبة يصر على أن ينعته الليبيون بالفاسد والمضلل، ففي 21 نوفمبر تقدم بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية مخالفاً تعهده، ويفتح على نفسه باب الفضائح، ليكشف نشطاء عن حمله لجنسية أخرى غير الليبية في 27 نوفمبر، وبعدها بأسبوعين وتحديداً في 13 ديسمبر، كشفوا عن تزويره لشهادته الجامعية.

لكن يأبى عام 2021 أن يمر مرور الكرام، لتعود من مكنت دبيبة وحكومته ستيفاني وليامز لطرابلس مستشارة لأمين الأمم المتحدة، متناسية التحقيق في الرشاوى الانتخابية التي شهدها ملتقى الحوار.

ومع الأيام الأخيرة من العام، عاودت الميليشيات تحركاتها في 16 ديسمبر بحصار مقر الحكومة، ويصرخ الليبيون من عدم توافر الكتاب المدرسي، ليبقى دبيبة فاسداً بكل المعايير.