“كوبيش” يودع الليبيين ويطالبهم باغتنام فرصة الانتخابات لبدء مستقبل ديمقراطي جديد لبلادهم

0
350
كوبيش

وجه المبعوث الخاص للأمين العام، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يان كوبيش، خطاب وداع لليبيين، عبر خلاله عن اعتزازه بالعمل على مساعدة ليبيا في سيرها نحو الاستقرار والوحدة وتحقيق السيادة.

وقال كوبيش، في خطابه إنه أثناء فترة عمله وبالبناء على الأسس التي وضعتها الإدارة السابقة، عمل على تقديم الدعم لليبيين بدءاً من انعقاد جلسة موحدة لمجلس النواب بعد سنوات من الانقسام، تم خلالها منح الثقة للسلطة التنفيذية المؤقتة التي انبثقت عن ملتقى الحوار السياسي الليبي.

وقال كوبيش، في خطابه إن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الشاملة والحرة والنزيهة في موعدها أمر بالغ الأهمية للخروج من دوامة الانتقال السياسي التي طال أمدها والعودة إلى الشرعية الديمقراطية والشروع في بناء دولة تعمها الوحدة والازدهار والسيادة الحقيقية وإنهاء التدخلات الأجنبية.

وأشار إلى أن الغالبية الساحقة من الشعب الليبي تريد الانتخابات، بينما العديد منهم تساوره شكوك طبيعية ومخاوف وخوف من المجهول، مع احتدام التنافس السياسي الشرس والمتعنت في بعض الأحيان وتحوله إلى نزاع.

ولفت إلى أنه ومع كل المخاطر والتحديات وما يرافقها من أخطاء ومثالب فنية وإجرائية علاوة على الظروف غير المثالية، إلا أنه لا ينبغي تفويت هذه الفرصة لتكون نقطة البدء لمستقبل ديمقراطي جديد لليبيا.

وذكر كوبيش، أن هذه الانتخابات قد لا تكون الحل لجميع المشاكل التي تعاني منها ليبيا، إلا أنها خطوة غاية في الأهمية تفسح المجال أمام الحلول المستقبلية بما في ذلك افساح المجال لوضع دستور دائم.

كما أنها تفتح الطريق أمام الخروج من حالة الانقسام والشقاق والشلل والاختلال الوظيفي الذي ألمّ بالمؤسسات التي تعوزها سلطة حقيقية- مما يجعلها أرضاً خصبة للتدخل الأجنبي، الأمر الذي زاد من تفاقم المشاكل وإدامة الوضع الراهن.

وناشد جميع الليبيين أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع وأن يدلوا بأصواتهم للمرشحين القادرين على ضمان الوحدة والاستقرار والسيادة القائمة على المصالحة الوطنية والعدالة والمساءلة والديمقراطية وسيادة القانون والحكم الرشيد، كما ناشد جميع الناخبين الليبيين أن يمنحوا فرصاً أكبر للنساء والشباب.

وحذر كوبيش، من أن العزوف عن الانتخابات والتعبئة ضدها لن يؤديا إلا إلى وضع مصير البلاد ومستقبلها تحت رحمة من في داخل ليبيا وداعميهم في الخارج من المستفيدين من الوضع الراهن المنهِك الذي لا يطاق ومن الشلل والتشرذم والضعف والتمزق الذي أصاب البلاد بسبب الصراعات ومن زعزعة الاستقرار في المنطقة ويفضلون سطوة السلاح على سلطة صناديق الاقتراع.

وأعرب عن تقديره للجهود التي بذلتها اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، والتي كانت مثالاً يحتذى به في العزيمة وعلى عملها المضنى من أجل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار واستمراره.

كما ذكر أنه عمل على دعم إكمال تقرير المراجعة المالية لفرعي مصرف ليبيا المركزي، والذي وفر المعلومات والتوصيات اللازمة للشروع في عملية التوحيد واستعادة نزاهة مصرف ليبيا المركزي وإضفاء المزيد من الشفافية على عمله.

وأشار إلى أن المصرف المركزي سيقوم قريباً باتخاذ خطوات جادة وملموسة نحو توحيد هذه المؤسسة المالية.

كما أكد عمله على تأييد استقلالية ونزاهة المؤسسة الوطنية للنفط نظراً للدور الحيوي الذي يضطلع به قطاع النفط في اقتصاد ليبيا ورفاه شعبها.

وقال كوبيش، في ختام خطابه إن استقالته جاءت لأسباب مهنية وشخصية وأعرب عن تمنياته للمستشارة الخاصة للأمين العام الم بشأن ليبيا، المعينة حديثًا، ستيفاني وليامز، بالتوفيق في عملها بالبعثة.