شهد الغرب الليبي خلال الأيام القليلة الماضية، فوضى أمنية، واشتباكات مسلحة بين الميليشيات المتناحرة على النفوذ والسلطة.
ورغم محاولات حكومة الوحدة الوطنية الليبية، برئاسة عبد الحميد دبيبة، إظهار سيطرتها وفرضها الأمن، إلا أن مواصلة اشتباكات الميليشيات وهجومها على المقار الحكومية يظهر حقيقة الوضع الفوضوي الذي يعاني منه الغرب الليبي.
ففي مساء يوم الاثنين الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الميليشيات المتمركزة بمدينة الزاوية وخارجها قرب مصفاة رئيسية لتكرير النفط، كانت ميليشيات محمد بحرون الملقب بـ”الفار” إحدى أطرافها.
وقالت شركة الزاوية لتكرير النفط، إن 13 خزان والمحول الكهربائي المغذي للمحطة الرئيسية، وأسقف صالات خطوط التصنيع بمصنع خلط وتعبئة الزيوت تعرضوا لأضرار جسيمة جراء الاشتباكات.
كما اندلعت مساء أمس الأول الثلاثاء، اشتباكات عنيفة في جزيرة الفرناج بالعاصمة الليبية طرابلس، بين ميليشيا جهاز دعم الاستقرار التي يقودها عبد الغني الككلي، الملقب بـ”غنيوة”، والشرطة القضائية التابعة لميليشيا قوة الردع الخاصة التي يقودها عبد الرؤوف كاره.
وأمس الأربعاء، تعرض مقر وزارة الرياضة بحي النوفليين في طرابلس لهجوم من مجموعة مسلحة، الذين تهجموا على المـوظفين والعـاملين وتـوجـهـوا ضـدهـم بـخطـابـات جـهـوية وعـنـصـريـة، في سلوك مرفوض وغير أخلاقي.
وكان للسلطة الحاكمة في ليبيا دوراً هام في تغول الميليشيات وارتكابها للعديد من الجرائم في حق الشعب الليبي، بعد ما شرعنة وجودها ومنحتها صفات ونفوذ حكومية إلى جانب تجاهلها التام لجرائمها وعدم ملاحقة عناصرها.
وخلال الأيام الماضية عقد المسؤولين في السلطة الليبية عدة لقاءات مثيرة للاستغراب مع قادة الميليشيات في الغرب الليبي.
والأسبوع الماضي التقى رئيس الأركان بحكومة الوحدة، محمد الحداد، بالميليشياوي، بشير خلف، الملقب بـ”البقرة” آمر معسكر رحبة الدروع تاجوراء ضمن ما وصفها بزيارة عمل لبعض المواقع العسكرية التابعة له.
كما أجرى وكيل وزارة الداخلية لشؤون مديريات الأمن لواء بشير الأمين، يوم الاثنين الماضي، زيارة لمقر جهاز دعم الاستقرار، وأجرى جولة رفقة آمر الجهاز الميليشياوي غنيوة الككلي، تفقد خلالها مرافق وإدارات الجهاز واطلع على سير العمل بها.
والسبت الماضي التقى رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، الميليشياوي والمطلوب لدى النائب العام، محمد بحرون الشهير بـ”الفأر” خلال لقائه مع أعيان وحكماء ومشايخ بلديات مدينة الزاوية.
وأصبح السؤال المطروح الآن من الليبيين، هل تستطيع السلطة الحالية الإشراف على الانتخابات وهي رهينة للميليشيات وتمنحها المناصب الحكومية وتغض الطرف عن جرائمها؟