قبل شهرين من الانتخابات.. هل كانت ليبيا تحتاج حقاً لـ”مؤتمر الاستقرار”؟

0
350
مؤتمر استقرار ليبيا

وقت حرج تمر به ليبيا الآن، فهناك من يتكالب عليها من الداخل والخارج، فمن ناحية يرغب القائمون على السلطة حالياً في الحفاظ على مناصبهم والبقاء لأطول فترة ممكنة لتحقيق أهداف لا يعرفها أحد غيرهم، ومن الخارج، هناك تركيا، التي تفعل كل شيء لنهب مقدرات ليبيا وثرواتها.

وبحجة تحقيق الاستقرار داخل ليبيا والتمهيد لانتخابات ليبية شفافة بنهاية العام الجاري، من خلال تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة والتي نادت بها القوى السياسية في ليبيا، دعت حكومة الوحدة الوطنية لمؤتمر “استقرار ليبيا” بمشاركة أكثر من 30 دولة، من أجل الوصول لحلول للأزمة.

ولكن مع انطلاق فعاليات المؤتمر، هناك الكثير من التساؤلات التي أثيرت بشأن أهداف تنظيم المؤتمر، لماذا نظمت ليبيا مؤتمر دعت فيه وزراء خارجية الدول الصديقة، ولم تدعو فيه الأطراف الليبية المختلفة منذ عقد كامل ولم يتفقوا على شيء سوى الاختلاف فيما بينهم؟ وبالتأكيد لن تجد من يجيب على هذا التساؤل.

للوهلة الأولى عندما تنظر إلى الأجواء والدعاية الكبيرة التي روجت لها حكومة الوحدة الوطنية بكل أعضاءها وعلى رأسهم رئيسها عبد الحميد دبيبة، يمكن أن تستنتج أن المؤتمر في حقيقة الأمر هو دعاية ضخمة وترويج للسلطة الحاكمة، التي ترغب في البقاء بالسلطة، إما بتأجيل الانتخابات، أو بالفوز في الانتخابات حال انعقادها.

فمؤتمر يحضره وزراء خارجية دول، جميعهم أجمع على ضرورة استقرار ليبيا ووقف إطلاق النار والتهدئة، وبعد نهاية اليوم، يهنئ كل منهم الآخر على نجاح مزعوم للمؤتمر، ثم يذهب كل منهم إلى دولته ويعود إلى مكتبه الذي افتقده كثيراً، وتعود ليبيا لسيرتها الأولى، ميليشيات تَحكم، ومرتزقة تسيطر على العاصمة.

وما قيمة الوساطة أو التدخل الخارجي لحل الأزمة طالما الأطراف الليبية لم تتفق بعد؟ ما تحتاجه ليبيا الآن بشكل هام وعاجل، هو تجميع الهمم والجهود من أجل الانتخابات، ما تحتاجه البلاد الآن هو تمهيد حقيقي لإتمام الاستحقاق الانتخابي في موعده والبدء في مرحلة جديدة.