مساعي دولية وعِناد تركي.. متى يخرج مرتزقة أردوغان من ليبيا؟

0
384
مرتزقة أردوغان في ليبيا

تواجد غير مُبرر لمرتزقة أردوغان في ليبيا، على الرغم من محاولات الرئيس التركي التقرب والتودد للدول الرافضة لتواجد هؤلاء في الأراضي الليبية، إلا أن الخناق بدأ يضيق على الأتراك لسحب مرتزقتهم في ظل إجماع من المجتمع الدولي “ظاهرياً” بطردهم من البلاد، حتى تستكمل العملية السياسية مسيرتها وتتم الانتخابات المرتقبة في أمان.

وعود مستمر من الرئيس التركي بسحب المرتزقة بشكل تدريجي، إلا أن الأرقام الحالية لهم في ليبيا الآن، لا تقل عن 11 ألف مرتزق من جنسيات مختلفة أبرزها سوريا والصومال، مُجهزين بالأسلحة وعلى أتم الاستعداد للقتال من أجل الدولارات التي أغدق عليهم بها أردوغان وجهاز مخابراته طوال الفترة الماضية وعلى مدار سنوات، قبل أن يسوء وضعهم.

مصالح تركيا تكمن في بقاء هؤلاء المرتزقة بتلك الأعداد الكبيرة، والكافية تماماً لإنهاء أي محاولة لاستقرار البلاد أو اتخاذ خطوات نحو حياة سياسية آمنة وديموقراطية سليمة، خاصة وأن أردوغان يسعى دائما لإبقاء البلاد في حالة فوضى عارمة ليستمر أحد الأطراف في اللجوء إليه ليضمن استمرارية تدخله في الشأن الليبي.

ووسط العِناد التركي والرأس العثمانية المتحجرة، تمتلئ الساحة الدولية بالأصوات التي تنادي بإنهاء وجود المرتزقة في ليبيا، لما يمثلوه من تهديد للأمن والسلم الدوليين، خاصة وأنهم موجودين في بلد عانى لمدة عقد كامل من مرار الحرب وآن الأوان لدخوله مرحلة من الاستقرار التي تضمن لشعبه العيش في سلام.

مصر، البلد الجارة، هي أول الأصوات المُنادية بطرد المرتزقة وإنهاء التدخلات الأجنبية في ليبيا، فوجود تلك الكميات من المرتزقة التابعين للنظام التركي الحالي، بكل تأكيد يهدد أمن الحدود المصرية، خاصة وأن مصر بدأت في التعافي حديثاً من ويلات الإرهاب، ووجود تلك الأعداد من المرتزقة بمثابة صداع ألمه لا ينتهي ولا تنفعه مُسكنات، ولا اجتماعات تقارب.

رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد دبيبة، زار مصر أمس، والتقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وخلال اللقاء، أكد السيسي على ضرورة إخراج جميع المرتزقة الأجانب من البلاد، ووقف أي تدخلات خارجية في الشأن الليبي، وإفساح المجال أمام الليبيين لتقرير مصيرهم دون إحداث أزمات أو افتعالها.

الاجتماعات المصرية التركية الأخيرة، أكدت تقارير أنها قد تؤدي إلى تحسن في العلاقات بين مصر وتركيا في المستقبل القريب، كان المطلب المصري الأول هو وقف التدخل التركي في الشأن الليبي وسحب المرتزقة ووقف الدعم المستمر للميليشيات المسلحة التي تهدد الأمن الداخلي الليبي، وبالتأكيد قد تؤثر على أمن مصر.

وخلال لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، مع وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، أكد على دعم بلاده لليبيا في خطواتها نحو تنفيذ وإجراء الاستحقاق الانتخابي المرتقب بنهاية العام الجاري، مشددا على ضرورة إنهاء التدخلات الخارجية في ليبيا وإخراج كل المرتزقة من البلاد في أقرب وقت.

الكلام نفسه ينطبق على الجانب الأمريكي، فقد أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ، أن الولايات المتحدة، تعارض أي وجود للمقاتلين الأجانب أو المرتزقة، داخل الأراضي الليبية، وأن بلاده تُرحب بكل الخطوات والإنجازات التي حققتها ليبيا خلال هذا العام، مؤكداً أن بلاده ستقف بجانب الشعب الليبي.