موسم السقوط الكبير.. الليبيون ينتظرون سقوط جماعة الإخوان بعد المغرب وتونس

0
289
الليبيون ينتظرون سقوط جماعة الإخوان بعد المغرب وتونس
مظاهرات ضد جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا

مثّل عام 2021 لجماعة الإخوان المسلمين عام السقوط الكبير، حيث تتالى سقوط أذرعها في أكبر حواضنها بالشرق الأوسط، بداية من تونس مرورواً بالمغرب وتراجعاً في الجزائر. 

الأردن سبقت هذه الدول والسودان أيضاً، ومن قبلها الضربة الكبيرة في مصر 2013. 

ولم تعد في منطقة الشمال الأفريقي حواضناً لجماعة الإخوان سوى ليبيا، والتي أيقنت قرب أجلها، مع تتالي السقوط الكبير لأكبر داعميها في تونس والمغرب. 

جماعة الإخوان المسلمين
جماعة الإخوان المسلمين

يقول تقرير نشره موقع “ذا نورث أفريكا بوست”، الدولي المعنى بالشرق الأوسط، إن تيار الإسلام السياسي تلقى ضربة موجعة، بعد خسارة حزب العدالة والتنمية، ذراع الإخوان في المغرب، الانتخابات البرلمانية التي عقدت مؤخراً.

ولعبت الجماعة في معركتها المغربية الأخيرة على الشعارات الدعوية الرنانة لكسب تأييد المجتمع لكن سقوطها الأخير كشف زيف هذه الشعارات، وتآكل شعبيتها الكبير هناك. 

المؤكد وفق ما يرى مراقبون في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن السقوط المدوي لحزب العدالة والتنمية، في الانتخابات التشريعية بالمغرب عكس جملة من الدلالات المرتبطة بواقع الجماعة في العالم العربي منذ 2011، ومنطقة شمال أفريقيا والمغرب تحديداً. 

وعلى عكس ما تدعي جماعة الإخوان أن لها حواضناً كبيرة في هذه المنطقة، إلا أن التجربة أثبتت أنها غير قادرة على تحقيق ما أطلقته من وعود وشعارات للشعوب التي حكمتها.

وفي ظل تتالي سقوط حلفاء الإخوان، يترقب التنظيم الدولي بحذر الوضع في آخر حواضنه في شمال أفريقيا (ليبيا)، كونها تنتظر انتخابات رئاسية وبرلمانية في ديسمبر 2021.

وتوقن الجماعة المدانة بالإرهاب في عدد من الدول العربية، أن سقوطها في ليبيا سيكون ضربة قاصمة، من شأنها نهاية التنظيم الأم وتفتته، وبالتالي تبذل كافة السبل لتحقيق أي نجاحات في التجربة الليبية المقبلة، حتى لو تطلب الأمر عرقلتها، لحين ترتيب الأوراق. 

عملية ترتيب أوراق التنظيم في ليبيا بالفعل قائمة في السراديب، وفي العلن ترفض قانون انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب، والذي أقره البرلمان قبل أيام.

خالد المشري، رئيس مجلس الدولة الاستشاري، يقود ورفاقه عملية تعطيل كبيرة للقانون الذي تسلمته المفوضية العليا للانتخابات مؤخراً، مدّعين أن ما فعله النواب أصحاب السلطة، تصرف أحادي!

المشري نفسه يؤمن بتآكل شعبية جماعة الإخوان في ليبيا، فسبق وصرح باستخدام القوة حال انتخب الليبيون المشير خليفة حفتر، لنشر الفوضى مجدداً. 

ومن قبل هذا التصريح الذي أحدث ضجة على الساحة الليبية، حاولت جماعة الإخوان تغيير جلدها ومسماها، فاسنحب محمد صوان من المشهد وتقدم من يخلفه. 

كذلك انسحبت خطوة للخلف، وأعلنت تغيير مسمى جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا إلى جمعية تحمل اسم “الإحياء والتجديد”، وهو ما اعتبره الليبيون مناورة جديدة، تمهيداً لخوض سباق الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمعة نهاية العام الجاري. 

جماعة الإخوان
جماعة الإخوان

جماعة الإخوان ادعت أن الجمعية الجديدة ستعمل على إحياء الدعوة والتمسك بمنهج الإسلام الوسطي وتعاليمه، كما ستؤدي رسالتها في المجتمع الليبي من خلال عملها في المجالات العامة. 

الأمر في حقيقته خلاف ذلك فجماعة قرأت عبر مراكز دراساتها واستطلاعات الرأي، تآكل شعبيتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وكانت تتوقع الانهيار الكبير في تونس والمغرب، وليبيا أيضاً، ولذا ما تشهده الساحة منطقياً للغاية. 

جماعة الإخوان المسلمين
سقوط جماعة الإخوان المسلمين

موقع “ذا نورث أفريكا بوست”، الدولي المعنى بالشرق الأوسط، يعزز تلك النظرة، وقال في تقريره إن هزيمة العدالة والتنمية في المغرب جزء من حالة السقوط التي يشهدها التنظيم الدولي للإخوان وروافده في المنطقة العربية. 

وأشار إلى سقوط الجماعة في تونس في الأسابيع الماضية، بعد أن حل الرئيس التونسي البرلمان الذي يسيطر عليه حركة النهضة واتخذ العديد من الإجراءات للحد من نفوذ الجماعة في البلاد، وقبلها كانت ثورة يوليو 2013 في مصر التي أنهت حكم جماعة الإخوان نهائيا.

أسفرت الانتخابات البرلمانية في المغرب عن سقوط مدوي لحزب العدالة والتنمية الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، ولم ينجح سوى في حصد 12 مقعد فقط بعد ما ظل مسيطر على البرلمان طوال العشر سنوات الماضية.

على الأرض أيضاً، تخشى جماعة الإخوان تكرار السقوط في انتخابات برلمان ليبيا 2014، ووقتها انقلبت على الديمقراطية واستغلت حالة الفوضى الأمنية تعزز مركزها، وهو ما لن يسمح الليبيون والمجتمع الدولي بتكراره مجددًا.