ما سر دعم إيطاليا وتركيا خالد المشري في ليبيا؟

0
529
خالد المشري
خالد المشري

تيار تَخريبي كل ما يصبو إليه هو تعطيل أي محاولة ممكنة لاستقرار ليبيا وحفظ أمنها، ففي كل مرة، لا تُفوت جماعة الإخوان وزبانيتها الفرصة، للوقوف في طريق إعادة بناء ليبيا، ووضعها في نصابها الصحيح، فكل ما يسعون إليه الآن هو إبقاء البلاد على حالها، بلا أمن، ولا نظام، لتكون لميليشياتهم الكلمة العليا في كل شئ.

استمدت جماعة الإخوان في ليبيا قوتها من الانقسام وشتات الإخوة، باعتبار أن الأراضي الليبية، آخر حصونهم، فأصبح نهاية مطافهم طرابلس ومحيطها، وأي استقرار تشهده البلاد، يعني نهايتهم في تلك البقعة من الأرض، كما حدث في مصر وتونس ومؤخراً المغرب، خاصة بعد أن فقدوا أي تأييد لهم على الأرض من قبل الشعوب العربية.

والآن، لا صوت يعلو فوق صوت الانتخابات الرئاسية في ليبيا، الكل ينتظر ويترقب، هل يمكن لبلاد تعاني كل تلك المعاناة، أن تُنظم انتخابات وتضع حداً للانقسام الذي أهلك كل شئ فيه؟ حتى خرج مجلس النواب الليبي بقانون انتخاب الرئيس، والذي تضمن الشروط التي يجب توافرها في المرشحين، والصلاحيات التي ستُمنح للرئيس القادم.

أصابت تلك الخطوة جماعة الإخوان وأعضاءها في ليبيا بالجنون، على الرغم من تجمعهم في مجلس استشاري، ليس من اختصاصاته التحدث باسم الشعب أو منع قانون أقره نواب الشعب من النفاذ والتنفيذ، فخرج مجلسهم ببيان اعترض فيه على خطوة مجلس النواب، واعتبرها تصرف فردي، وطالبوا بوقف العمل بقانون انتخاب الرئيس.

ورداً على سعي المجتمع الليبي نحو انتخابات رئاسية ديموقراطية، تضمن عودة ليبيا لمسارها الصحيح، سعى المجلس الاستشاري ورئيسه خالد المشري، أحد قادة جماعة الإخوان في ليبيا، لتعطيل تلك الخطوة، فأجرى جولات مكوكية، للاستنجاد بحلفاءه، فزار تركيا والتقي بوزير خارجيتها شاوش أوغلوا، وبعدها التقى بوزير دفاعها خلوصي آكار، طالباً منهما العون، بعد سنوات وسنوات من خدمتهم وتسخير كل الأمور لهم في البلاد.

تركيا رأس حَربة العدوان على ليبيا والطامع الأول في موقعها وثرواتها، تريد بقاء ذلك التيار التخريبي في السلطة، لتضمن استمرار الانقسام كما كان مُخطط له، خاصة بعد أن أرسلت آلاف المرتزقة السوريين وسَلحت الميليشيات الليبية، التي تَوحشت مؤخراً وباتت تأكل بعضها البعض، طمعاً في فرض السيطرة، فكانت زيارة المشري لهم مَنطقية، فإذا لم يحصل على دعم مباشر منهم، بكل تأكيد سيحصل عليه بشكل غير مباشر.

وقبلها بساعات، كان المَشري نفسه، في روما، يستنجد بحلفيهم الثاني إيطاليا، صاحبة العلاقة القوية بجماعة الإخوان في ليبيا، بعد أن وجدت معهم مصالحها، وفور وصوله روما، كان في استقباله وزير الخارجية لويجي دي مايو، وعقدوا جلسة مطولة بصحبة وفديهما حول مستجدات الأوضاع في ليبيا، وبالتأكيد الانتخابات المرتقبة.

الوضع الأمني والسياسي الهَش في ليبيا، جعلها مطمعاً لكثير من الدو، وكانت إيطاليا ضمن قائمة الطامعين، والسنوات الماضية كانت كاشفة عن حليف الطليان في ليبيا، فخلال وجود حكومة الوفاق على رأس السلطة، عقدت اتفاقيات أمنية بحرية مع روما، الغريب في الأمر كان سماح إيطاليا بحضور قادة ميليشيات وتجار بشر ومهربين خلال اجتماعات إبرام الاتفاقيات، وعلى رأسهم المهرب وتاجر البشر “البيدجا”.

زيارة المشري لروما، لم تتوقف على لقاءه بوزير الخارجية فقط، فقد استنجد بكل ما يمكن الاستنجاد به هناك، فالتقى برئيس مجلس الشيوخ، ماريا كاسيلاتي، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي، بييرو فاسيني، فضلا عن لقاءه في طرابلس مع رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، يان كوبيتش، وكان محور كل تلك الأحادث هي الانتخابات.