وزيرة الخارجية تدعو دول الجوار لدعم استقرار ليبيا وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها

0
180
وزيرة الخارجية الليبية

دعت وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، دول جوار ليبيا لدعم وتبني مبادرة استقرار ليبيا، والمشاركة في المؤتمر الدولي الذي ستنظمه ليبيا أواخر سبتمبر القادم.

وقالت وزيرة الخارجية في الكلمة التي ألقتها في الاجتماع الوزاري التشاوري لدول جوار ليبيا الذي انطلق بالجزائر العاصمة اليوم الإثنين، إن الهدف من إعلان مبادرة استقرار ليبيا هو أن تكون بقيادة وتوجه ليبي وطني ودعم الأمم المتحددة والدول الشقيقة والصديقة لمساندة الليبيين لاختيار مصيرهم ومستقبلهم انطلاقا من مخرجات برلين.

وأشارت إلى أن رؤية ليبيا لتحقيق الاستقرار- (مبادرة استقرار ليبيا) تتكون من مسارين هامين هما المسار العسكري والأمني، والمسار الاقتصادي.

وأضافت أن المسار الأمني والعسكري، يعد التحدي الأكبر الذي يواجه ليبيا اليوم، خاصة مع تقدمها نحو الانتخابات الوطنية العامة، وهو ما يتطلب وبدعم من شركاء ليبيا وحلفائها العمل على توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة لإعلاء السيادة الليبية، ودمج المجموعات المسلحة، وتأهيلها أمنياً أو مدنياً، وكذلك انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية الذي يشكل استمرار وجودهم تهديدا ليس فقط لليبيا بل للمنطقة بأسرها، بالإضافة إلى تأمين وحماية الحدود الليبية لمنع الظواهر الهدامة كالهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر، والجريمة المنظمة والتهريب.

وأكدت نجلاء المنقوش، في كلمتها على أن الهدف من مبادرة استقرار ليبيا هو وضع الآليات التنفيذية الضرورية لتحقيق الاستقرار في ليبيا، وتمهيد الطريق وصولاً إلى الهدف الأسمى وهو ضمان استدامة الاستقرار والسلام لمصلحة جميع الليبيين.

وذكرت أن المبادرة تسعى إلى تنفيذ القرارات الأممية وبالأخص القرارات الأخيرة 2570 و 2571 بالإضافة إلى مخرجات مؤتمري برلين 1 و 2 بشأن ليبيا من خلال وضع الآليات المطلوبة لذلك، بالإضافة إلى تكريس السيادة الوطنية الليبية والقرار الليبي وذلك من خلال وضع مخرجات عمل المجموعة الدولية موضع التنفيذ بالأدوات الأممية والاقليمية.

وأوضحت بأن من بين أهداف المبادرة دعم ومساندة السلطات الليبية في تنفيذ خططها السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية، وفي سبيل أن تمتلك ليبيا زمام المبادرة.

ودعت الوزيرة دول جوار ليبيا الممثلين لبلدانهم في هذا الاجتماع إلى مساندة ودعم ليبيا لتنظيم مؤتمراً تشاوريا على مستوي وزاري بليبيا وبمشاركة الأمم المتحدة وكل بلدان جوار ليبيا والدول الفاعلة في الملف الليبي نهاية شهر سبتمبر.

وأكدت على أن استقرار ليبيا هو من استقرار المنطقة ودول الطوق والنطاق معبرة عن تطلعها إلى عهد جديد من التعاون بين شعوبنا على أسس متينة.

كما عبرت عن تطلعها ومن خلال هذا الاجتماع الوزاري لدول جوار ليبيا الى عهد جديد، عهد يوحد جهودنا لمصلحة شعوبنا لكي تنعم بالعيش الكريم.

وشددت السيدة وزيرة الخارجية على ضرورة وأهمية توحيد رؤى دول الطوق والنطاق في المواقف السياسية بما يخدم قضايا المنطقة السياسية والاقتصادية.

وتفعيل نطاق الأمن القومي لدول المنطقة باستراتيجية تنسيق أمنية بين دول الطوق لمراقبة حدود المنطقة وتأمينها .

بالإضافة إلى وضع برنامج أمن غذائي متكامل الجوانب لدول الطوق عبر أطر اقتصادية وآليات موحدة، والعمل بشكل جاد على تأمين موارد المياه لشعوب المنطقة، واستغلال كافة الطاقات والإمكانيات.

ومعالجة ظاهرة الهجرة الأفريقية والتي هي في حقيقتها خسارة للثروة البشرية الأفريقية، وفي هذا الخصوص أشارت إلى أهمية مساعدة دول المصدر للهجرة في خلق فرص تنموية لشعوبها للحد من هذه الظاهرة المهددة لوجودنا.

كما دعت إلى اعتماد مناهج تعليم متطورة لدول الطوق، وتبادل التجارب العلمية والخبرات، مؤكدة على أن ما تعيشه المنطقة من تحديات إقليمية وعالمية شتى، ولا يوجد سبيل لمواجهتها إلا بالاتحادات الكبرى والتكتلات، وليس لنا ولن يكون لنا من سبيل إلى البقاء والاستمرار والاستقرار إلا بالتكامل والتعاون والوئام.

كما استعرضت الوزيرة ، ما شهدته ليبيا على مر عقد من الزمن من تجاذبات، وما سببته من خلافات نتج عنها نزاعات مسلحة عان منها الليبيون، وفقدوا فيها الكثير من ثرواتهم لاسيما البشرية نتيجة التدخلات “الهدامة ” من طرف دول أخرى، في تناقض صريح لكل الأعراف الدولية والمواثيق ، وما سببته من تعميق للخلافات، واذكاء للصراعات وتغذيتها.

وأكدت أنه ورغم كل ذلك تمكن الليبيون وبرعاية دولية من الوصول إلى أول استحقاق وطني عبر حكومة وطنية موحدة، نالت ثقة النواب والشعب بجميع الأطياف، فباردت وانفتحت على جميع المكونات، دون إقصاء لأحد أو تهميش، حكومة أعادت لليبيا مكانتها الخارجية في دعم أسباب الاستقرار والتعايش العالمي فاستأنفت رسالتها وتواصلت مع دول العالم، والقارة، والفضاء، والجوار.

وأضافت إننا نتطلع إلى بناء شراكة استراتيجية مع دول الجوار، شراكة قائمة على أساس من التكامل والتبادل الإيجابي لتحقيق السلام والأمن مع دول النطاق والطوق.

واختتمت كلمتها بأن حكومة الوحدة الوطنية تجاوزت مرحلة توحيد كافة المؤسسات “المدنية”، مشيرة إلى أن حكومتها في عمل دؤوب من أجل استكمال مراحل توحيد المؤسسة العسكرية، معربة إلى التطلع إلى نظام سياسي ديمقراطي من خلال انتخابات حرة نزيهة نهاية العام الجاري.